نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 385
واصل بن عطاء عن الحسن البصري - حيث كان معه - ، فتشكل الاعتزال ، وظهرت أشكال أخرى للاعتزال كالجبائية والنظامية . ومن الجماعة الاعتزالية ، انشق الأشعري ، ليشكل في النهاية فرقة الأشعرية . ولست في الواقع أروم التعمق في هذا المبحث ، من كل زواياه . لأنه أوسع من أن يحتويه فصل واحد من فصول الكتاب . غير أنني أريد أن أشير إلى نقطة ، هي أن أغلب ما قيل حول هذه الفرق ، لم يكن أمينا للحقيقة ، ومن جهة أخرى أن كل الشطحات التي وقع فيها أصحاب الفرق الكلامية ، كانت بسبب الفجوة الواسعة التي تركتها الابتعاد عن توجيه الأئمة . ومن تلك الادعاءات غير الأمينة ، أن يكون التشيع وليد الاعتزال . أو أن المعتزلة كانوا أكثر دفاعا عن التوحيد بينما كان الأشعرية أكثر فهما له . وكان أيضا للحالة السياسية تأثير مباشر على حركة التفكير الإسلامي ونشأة علم الكلام ، إذ أن التبرير الذي جرى عليه علماء البلاط الأموي للظلم الأموي ، ولد ردة فعل في نفوس أشخاص ، فقالوا في الاختيار المطلق في مقابل قول الآخرين بالجبر المطلق ، ومن ثم ظهرت أفكار واتجاهات كالقدرية والمفوضة ، وتشعبت المسائل الكلامية واتخذت بعدا سياسيا ، أسفر عن محنة شديدة حول ( خلق القرآن ) . نريد هنا أن نستعرض بإيجاز وجهة نظر كل من الفرق الثلاثة ، لنضعها في الميزان ، ونبرز مدى قيمة التفكير العقائدي لدى الشيعة ، من دون أن نطيل في استعراض الترجمات والملابسات التفصيلية . في التوحيد والصفات : اختلف أهل الفرق الإسلامية في تحديد علاقة الصفات بالذات ، فمنهم من رأى أنها ( معان زائدة ) على الذات ، مرتبطة بها ، وقديمة قدمها . وذلك مذهب الأشاعرة . ومنهم من قال بأن الصفات هي عين الذات ، ولا تختلف صفة عن أخرى وعلى ذلك مذهب الشيعة ومن سار بعدهم من المعتزلة ، فيما ترى الكرامية أن الصفات زائدة على الذات محدثة ليست قديمة ، وهذا رأي لم يحتفل به الحكماء
385
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 385