نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 347
بينما علي ( ع ) هذا سوف يطبق أحكاما أشبه في صرامتها ب ( طلقها يا رسول الله ) . وهذا يؤذي عائشة ويؤذيها أن يتألق نجم علي وبنيه ، بشكل يخبو فيه وهجها أمام المسلمين ، تريد أن تستبد وحدها بإرث الرسول صلى الله عليه وآله في الشرف ، ويؤذيها أن يتولى أمر الناس أحد أعداء أبيها وفاروقه وقتال للعرب ! . مع كل ذلك أقول أن عائشة ، رغم خطيئتها في حرب علي ( ع ) إلا أنها كانت ترى نفسها منطقية مع شعارها الذي هو ( أن عليا قتل عثمان ) ! . وكل عاقل يدرك أن عليا لا يمكن أن يتآمر بهذه الطريقة العصبانية على رجل ضعيف - وإن كان قويا بعشيرته - ولكن المؤامرة كانت استراتيجية واعتبارية ، أي أن عليا ( ع ) نضج الأجواء الثورية لهذه العملية ، فوجوده وسلوكه وتوجهاته تعكس ملامح ( الرفض ) ! وتحول علي ( ع ) وأسرة بني هاشم على مدى سنوات من الاغتصاب الاستخلافي ، إلى محطة لتزويد الجماهير بالرفض ، نقطة استفهام انزرعت في قلب المجتمع الإسلامي يومها ، كانت تلك هي بنو هاشم ! . فعائشة كانت ترى أنها تحمل شعارا فيه مبررات مقبولة عند العوام ، فهي ترى أن رؤساء الوفود الذين جاءوا إلى عثمان ، كانوا هم طليعة وخلص شيعة علي ( ع ) وأن الذين اقتحموا البيت على عثمان وتزعموا قتله ، أصبحوا من عمال علي ( ع ) في البلدان ، كمحمد بن أبي بكر ، ومحمد بن أبي حذيفة وأمثالهما . وجدت عائشة في ذلك مبررا ، لمعارضة علي ( ع ) بعد أن انعقدت له البيعة ، وأشعلت فتنة في أمة الرسول صلى الله عليه وآله لم يطفئها إلا سيف علي ( ع ) . أمثل هذه المرأة ، يستحق أخذ الدين عنها . وكيف نتقرب إلى الرسول صلى الله عليه وآله ونحترمه من خلالها وهي التي كانت لا تحترمه ولا توقره على خلاف بعض أزواجه الأخريات . يقول الإمام علي في نهجه : لا تعرف الحق بالرجال ، ولكن اعرف الحق تعرف أهله .
347
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 347