نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 321
أما الفئة الثانية ، وهي الفئة التي تحمل وعيا متهالكا ، وثورية ( الأرانب ) ، تقول : لماذا ترجعون بنا إلى الخلف ؟ . ومن دون أن نبرر أهمية التاريخ التي أصبحت ضرورة علمية وثورية ، دون أن نحرجهم بسؤال عن أي ثورة في التاريخ لم تقم انطلاقا من التاريخ ؟ دون كل ذلك ، نريد أن نقول لهم . ماذا فعلتم ، وأنتم تسيرون إلى الأمام دون التفات إلى الوراء ؟ . أولا : ليس لكم في ماضيكم سوى الفضائح والصور الملفقة . فأي تاريخ يمكن أن يساعدكم في تحقيق مشروع النهضة في الحاضر والمستقبل ، فأنتم تنطلقون من الفراغ أو من النصر ( المشوه بالأيديولوجية التضليلية ) من دون تجربة تاريخية . ثانيا : إن الذين انطلقوا من ثورة الحسين ، هم اليوم أكثر الفئات ثورية ونهوضا في العالم الإسلامي . ومن مذبحة الحسين ( ع ) صنعوا حاضرهم الإسلامي ، وخططوا المستقبل . وهذا تحد تاريخي يعمي ضوؤه الأبصار . وكان الإمام الحسين ( ع ) ضميرا ناهضا ، و ( جرس ) إنذار للأمة ، لاتخاذ المواقف الضرورية ، لوقف الزحف التحريفي . ولذلك كانت مرحلة ما بعد الحسين ( ع ) مرحلة انقلابات وثورات مختلفة ، بدءا بثورة ( التوابين ) لسليمان بن صرد الخزاعي بالكوفة ، وثورة المختار الثقفي ، وزيد بن علي . أما ما عرفه التاريخ من حكم بني أمية وبني العباس ، فذلك لا يتطلب منا كبير جهد . وهو في متناول كل القراء في مراجع التاريخ الشهيرة . وتلك نتائج لا تهمنا في التاريخ الإسلامي ، بقدر ما تهمنا الأسباب ، الأولى التي شكلت أرضية لكل فساد شهدته الأمة في تاريخها اللاحق ! .
321
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 321