نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 303
قال : سبحان الله بلى والله لقد فعلتم . فقال : أيها الناس إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمن من الأرض . فقال له قيس بن الأشعث : أولا تنزل على حكم بني عمك ؟ فإنهم لن يروك إلا ما تحب ولن يصل إليك منهم مكروه ! . فقال الحسين : أنت أخو أخيك ؟ أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل ؟ لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد . كان الإمام الحسين ( ع ) يحرص على كرامة الأمة ومصلحتها . ويحول دون يزيد وإذلالها : ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة . وهيهات منا الذلة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام . لقد خذل الحسين ( ع ) وهو في أمس الحاجة إلى من ينصره . فما كان إلا أن يتوكل على الله . ودعا على القوم : اللهم احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنين كسني يوسف وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبره فإنهم كذبونا وخذلونا وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك المصير . كانت لكلمة الإمام الحسين ( ع ) صدى ، أدركت معناها قلوب القوم ، غير أنها لم تستجب . فدنيا يزيد أنفس لديهم من ظلم الحسين ( ع ) فهي الفرصة التي لا يضيعها لئيم . غير أن الكلمة كان لها وقع ثقيل ، ولطيف . على رجل من كبار الفرسان ، وهو الذي دفع بالإمام الحسين ( ع ) إلى كربلاء ومنعه عن دخول الكوفة . سمع الكلمة فوعاها . وكان هنالك خلف لكل إغراءات يزيد ، رقة إيمان تسكن قلب الحر . فأقبل إلى عمر بن سعد وقال له : أمقاتل أنت هذا الرجل ؟ . قال : إي والله قتالا أيسره أن تسقط فيه الرؤس وتطيح الأيدي . قال : ما لكم فيما عرضه عليكم من الخصال ؟ .
303
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 303