نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 301
بالقرود . وكان يريد أن يأخذ البيعة غصبا من الحسين ( ع ) . وليتهم تركوه ، إذن لما قاتلهم والظروف لا يسمح . لكنهم أرادوا أن يذلوه ببيعة يزيد ، فما كان إلا أن قال ( ع ) هيهات منا الذلة ! . حاول أن يقنع الجيش ، غير أنهم منعوه من الماء وأبوا إلا قتله ، فدخل إلى الخيمة التي كانت بها أخته زينب ( ع ) حيث كان علي بن الحسين مريضا ، وهو يقول : يا دهر أف لك من خليل * كم لك في الاشراق والأصيل من طالب وصاحب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل وإنما الأمر إلى الجليل * وكل حي سالك سبيلي وفي يوم الغد ، حاول مع القوم أن يخلوا سبيله للرجوع أو ملاقاة يزيد ، أو يفتحوا له الطريق إلى إحدى ثغور الأمة ، ليقاتل كباقي المجاهدين ، فأبوا إلا قتله . فرجع إلى قومه يكلمهم : إن القوم ليسوا يقصدون غيري ، وقد قضيتم ما عليكم فانصرفوا ، فأنتم في حل ، فقالوا : لا والله ، يا ابن رسول الله ، حتى تكون أنفسنا قبل نفسك . ثم يذكر اليعقوبي ، أن زهير بن القين خرج على فرس له فنادى : يا أهل الكوفة ! نذار لكم من عذاب الله ، نذار عباد الله ! ولد فاطمة أحق بالود والنصر من ولد سمية ، فإن لم تنصروهم ، فلا تقاتلوهم ، أيها الناس ! إنه ما أصبح على ظهر الأرض ابن بنت نبي إلا الحسين ، فلا يعين أحد على قتله ولو بكلمة إلا نغصه الله الدنيا ، وعذبه أشد عذاب الآخرة . وانطلق الرعاع ، يحرقون خيام الإمام الحسين ، وقتلوا كل من كان معه ، وتشرد حريم الحسين ، وتفرق الصبية هاربين من الهجمة البربرية . لقد عرفوا أنهم يقتلون ابن رسول الله . فلقد عرفهم بمنزلته من
301
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 301