نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 299
لقد قدر للإمام الحسين ( ع ) أن يدفع الثمن كله . ثمن أخيه وأبيه وجده . طرح عليهم اختياراته فأبوا إلا أن ينزل على حكم ابن زياد . فقال لهم الحسين : أنزل على حكم ابن زانية ؟ لا والله لا أفعل ، الموت دون ذلك أحلى . لقد خرج الحسين في مهمة رسالية ، فرضتها عليه ظروف المرحلة ، مرحلة السيطرة الكاملة والسافرة للمجرمين وأعداء الشعوب على أمة ، إنما وجدت لتخاطب البشرية بالفضيلة والسلام والحرية وكل المعاني التي اندكت في عهد بني أمية ، كان هذا منهج الإمام الحسين ( ع ) وهو خارج إلى الكوفة . حيث قال ، إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي . أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن رد علي هذا ، أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين ) [238] . ثم راح ( ع ) يطوف بالبيت ، وسعى بين الصفا والمروة ، وأنهى عمرته [239] . لقد حاولوا تجبين الإمام ، وهو في الطريق إلى الكوفة ، غير أنه لم ينتبه إليهم . مضى في طريقه إلى الموت وهو يهتف : سأمضي وما بالموت عار على الفتى . إذا نوى حقا وجاهد مسلما . فهو لم ينهض من بعد أخيه ، إلا لما نقض معاوية الوثيقة ، ونصب ابنه على الأمة . وكيف يسكت الإمام الحسين ( ع ) على هذا الأمر . فلا بد لصوت أن ينطلق ، ولا بد لضمير أن يهتز : ( إنا أهل بيت النبوة ، بنا فتح الله ، وبنا يختم ، ويزيد شارب الخمور وراكب الفجور ، وقاتل النفس المحترمة ، ومثلي لا يبايع مثله ) .
[238] - تاريخ الخلفاء - ابن قتيبة . [239] - تاريخ الطبري .
299
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 299