نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 291
واشرأب الملك بنفسه كان موت وثيقة الصلح بالنسبة لمعاوية أمرا ضروريا ، لذلك كان قتل الحسن ! . وأهم شرط ظل معاوية يدرس إمكانية نقضه ، هو إرجاء الخلافة إلى الحسن أو إلا الحسين في حالة موت الحسن ، لقد انتهى الحسن ، وانتهت معه الوثيقة ، فدبر معاوية أمر المستقبل فرأى أن يأخذ البيعة لابنه يزيد . ليتحول أمر الخلافة إلى ملك عضوض ، ولتبدأ رحلة المسخ في الأمة ، وسار معاوية يفرض على كل البلاد ، البيعة لابنه يزيد ، ويأمر عماله بممارسة القمع والبطش لإرغام المسلمين على قبول بيعة يزيد وكان أهل المدينة ممن رفض ، وكان عليها سعيد بن العاص [232] وكانت بنو هاشم في مقدمة الرافضين للبيعة . أبعد هذا كله ، كيف يأتي مؤرخة البلاط ، ليجدوا الأعذار لمعاوية بن أبي سفيان ، وأي عذر بعد قتله للمسلمين ، وتحريفه لمسيرة الحكم في الإسلام ، لقد وجدوا الأعذار لمعاوية في إراقة دماء آل البيت وفي تخريب الأمة وتفريغ الإسلام من محتواه ، ولم يجدوا عذرا واحدا للمختار الثقفي إذ يخرج على بني أمية طلبا للتغيير ! .