نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 267
ما حدث في خلافة الحسن ( ع ) ذكر المسعودي في إثبات الوصية ، إن الإمام عليا ( ع ) لم يبرح حتى قال : اخلوني وأهل بيتي أعهد إليهم فقام الناس إلا اليسير ، فجمع أهل بيته وهم اثنا عشر ذكرا وبقي قوم من شيعته ، حتى قال : وأوصي إلى ابني الحسن [200] . وبذلك تسلم الإمام الحسن ( ع ) مسؤولية الخلافة ، في شوطها الأخطر . لقد كان عليه أن يضطلع بأمر ، كان سببا في قتل أبيه . وأي إنسان يتصور ذلك . فهذا ابن الأنبياء وورعه يحول دونه وتلذذ الملك . كيف يلهث وراء خلافة أبيه والخطب خطر ، والمصاب جلل . لقد انشغل بدفن جده وهو صغير ، ورأى أن القوم قد تسابقوا إلى السقيفة ( يتناهشون ) الخلافة . وشهد المؤامرة منذ نشأتها ، ورأى بيت أمه يهدد بالحرق ، واستضعفوا حتى كادت الجبال تندك لهول المأساة ، ورأى أمه وهي تموت بالآلام التي تركتها التحرشات ، وهي تبكي أباها ، وتتلقى التهديد من ابن الخطاب ، وتحرم إرث أبيها ، وتندك أضلاعها من خلف الباب ، يوم اقتحموا عليها البيت ، وهي حبلى بمحسن . لقد شاهد كل هذا . شاهد أباه ، وهو يعاني الأمرين من عصيان أصحابه . ورأى كل ذلك ، فقبل رغم اليأس ، بخلافة أبيه لأنها المسؤولية ، فالإسلام يواجه خطر ( الأموية ) وهي
[200] - المسعودي إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب ، ص 164 - 165 دار الأضواء - بيروت . الطبعة الثانية .
267
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 267