نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 252
يشمل جيش معاوية سوى رعاع العرب وأعرابها والطلقاء [187] . وكان بود أتباع معاوية أن تردهم الحرب ، وهم يرون الصحابة قد اجتمعوا جميعا في جيش علي ( ع ) لكن لا حياة لمن تنادي ، والقوم كلهم من رعاع الشام ، لا يعرفون عليا ولا عمارا ، بل لا يعرفون الناقة من الجمل . بينما نخبة الجيش الأموي المدركون للحقيقة ، قد تمكنت الدنيا من أنفسهم ، فتجردوا لها . وانتهت المناوشات ، لكي يقف الفريقان بصفين ، حيث يجهز جيش علي ( ع ) على أهل الشام ، اجهازا فرق فيه شملهم ، واذهب به ريحهم ، وكان من المفروض أن ينتهي أمرهم ، غير أن الدهاة لا ينتهون ، فقد اقترح عمرو على معاوية رفع المصاحف ، كخدعة ، كان معاوية قد دعا بفرسه لينجو عليه ، وكيف لا يهرب وهو أدرى ببلاء علي ( ع ) وبأسه ، وما دخل هؤلاء الطلقاء سوى خوف ورهبة من هذا الحسام المهند ، الذي أرغم أنوف العرب ، لتدخل راكعة ، منقادة - في الإسلام - لقد نادى علي ( ع ) معاوية : ( يا معاوية ، لم تقتتل الناس بيننا ؟ هلم أحاكمك إلى الله ، فأينا قتل صاحبه استقامت له الأمور ) . فقال عمرو : ( ما يجمل بك إلا مبارزته ) . قال معاوية : ( طمعت فيها بعدي ) [188] . وهذا لا يشك فيه أحد ، فلقد وتر علي ( ع ) العرب حين قتل أجدادها ، ولكنهم لم يروا في قتل علي ( ع ) إياهم عيبا ونقيصة ، حيث لا تزال النفوس تتردد في أصدائها ( لا فتى إلا علي ، ولا سيف إلا ذو الفقار ) وليس عيبا عند داهية عربي كعمرو بن العاص ، أن يكشف أمام علي ( ع ) عورته ، لينجو من ضربة حسام
( 186 ) - اليعقوبي . [187] - النعمان بن بشير ومسلمة بن مخلد هما الرجلان الوحيدان من الأنصار الذان كانا مع معاوية . [188] - مسكويه وغيره .
252
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 252