نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 234
أولئك الذين كانوا يطيعون معاوية طاعة عمياء . هذا العامل الأول ، الذي أربك كفتي الصراع بين علي ومعاوية . ولهذا لم يكن دهاء معاوية بالذي يجتاز على الإمام علي ( ع ) . دهاء يصدر عن نفس دنيئة ، خربة . مقابل بصيرة تصدر عن ذات تنظر بعين الله . وهمزات شيطانية لزنيم لفظته رمال الصحراء ، مقابل شفافية ولي ، نظرته السماء لهذه المهمة الإنسانية الكبرى . شتان ، شتان . ولذلك يعلنها الإمام علي ( ع ) درسا للأجيال يقرع به منافذ الألباب : ( والله ما معاوية بأدهى مني وأنه يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت أدهى الناس ) . فالمسألة في جوهرها ليست مسألة سياسية تقتضي التواء وتحايلا ، للقبض على أسباب النفوذ . أنها مسألة أمة ، كتب لها أن تقوم على الحق وبالحق ليس إلا . والإمام علي ( ع ) كان رجل عقيدة . يريد أن ( يؤدلج ) المجتمع بعقيدة الإسلام . لذلك لم يهتم بالفتوحات التي كانت مصدرا للغنيمة ، ولا بالتقرب إلى القبائل والأقرباء ، بتنصيب رموزها في الإمارات ، على هشاشتهم ، تزلفا ، ومرونة . . وفي ذلك مكسب سياسي مصدره - عائممل القبيلة وهو يدرك نتائج هذه الإجراءات تجاوز المكسب السياسي من أجل الانجاز الحضاري الكبير ! . كيف ؟ . الإمام علي ( ع ) كان رجل أيديولوجيا - عقيدة وليس سياسيا ، مخادعا . له رسالة حضارية يؤديها ، ويمارس دوره بوعي خاص ونظرة معينة . له معاييره في ( الحقيقة ) وليس في ( اللعبة السياسية ) أي إنه تجاوز ( السياسي ) من أجل ( الأيديولوجي ) من أجل التوجه الحضاري ! ، خسران ( دولة ) بالنسبة للإمام علي ( ع ) شأنه كباقي العقائديين ، لا يعني شيئا . لأن دولة سياسية غير قادرة وغير قابلة لممارسة المهمة العقائدية ، تساوي اللاشئ . لذلك أراد أن يوقف المسيرة . يوقف التاريخ التآمري معها . لتنضبط الأمور ، أو لا تنضبط . لكي يسير التاريخ في الوجهة المفضوحة الفصيحة . لا في خط التضليل والتلبيس ! . الإمام علي ( ع ) بهذا المعنى كان استراتيجيا ولم يكن سياسيا تكتيكيا .
234
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 234