responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 223


وكان عمره يومئذ ستا وثمانين سنة ، وكتبت نائلة بنت الفرافصة إلى معاوية ، تصور له المشهد الذي تم خلاله قتل عثمان ، وأرسلت له قميص عثمان مضرجا بالدم ، وممزقا . وبالخصلة التي نتفها محمد ابن أبي بكر من لحيته ، فعقدت الشعر في زر القميص ، وبعثته إلى معاوية مع النعمان بن بشير الأنصاري [150] . وكان الذين قاموا باقتحام داره وقتله :
محمد بن أبي بكر ، محمد بن أبي حذيفة ، ابن حزم ، كنانة بن بشر التجيبي ، عمرو بن الحمق الخزاعي ، عبد الرحمن ابن عديس البلوي ، وسودان بن حمران [151] .
لقد كانت حقا ثورة من أجل تثبيت العدالة الاجتماعية من جديد ، ثورة شاركت فيها كل فصائل المعارضة في المجتمع ، بكل همومها وأهدافها ، فكل الناس قتل عثمان ، وما من صغير وكبير إلا ونقم عليه . وفرضت عليه عزلة اجتماعية ، ووقف منه الناس موقف الاعتراض والمداهنة والخوف ، وفي كل الأحوال ، كانوا يتربصون الفرصة التي سنحت لهم ليزيحوه عن الخلافة ، ليزيحوا معه طغمته الطليقة . لكن هل استطاعوا ارجاع الأمور إلى نصابها ، هل قضوا فعلا على النفوذ الأموي ؟ .
إنهم لم يفعلوا سوى أن صنعوا المنعطف الآخر ، ليدخل التاريخ الإسلامي ، إلى حقبة الاضطرابات الكبرى . فنفوذ بني أمية أوسع وأعمق وأقوى من أن تزيحه ثورة فقراء ، وسنين من الخلافة مضت كان فيها بنو أمية على يقظة في بناء قدراتهم . إن قتل عثمان قواهم بدلا من أن يضعفهم . وما أن قتل عثمان ، حتى اكفهر التاريخ عن وجوه ذميمة ، طالما بيتت النفاق . مقتل عثمان كان مدخلا لفهم حقيقة التاريخ الإسلامي ! .



[150] - ابن قتيبة .
[151] - اليعقوبي .

223

نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست