responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 206


وتولى في عهد عثمان بيت المال في الكوفة في إمارة سعد بن أبي وقاص . وبدأت الأزمة مع عثمان ، لما ولي الوليد بن عقبة ، حيث استقرض من بيت المال ، فلما جاء الأجل ، رجع إليه ابن مسعود ، فراح يتهرب من الأداء ، فأصر عليه ابن مسعود ، فشكاه الوليد إلى عثمان ، وكتب عثمان إلى ابن مسعود :
( إنما أنت خازن لنا ، فلا تعرض الوليد فيما أخذ من بيت المال ) فغضب ابن مسعود ، واعتزل ، وكانت تلك بداية الخلاف بين الرجلين . وحيث إن ابن مسعود اعتزل إلى التعليم والتدريس ، وكان له مصحفه الخاص . فإن عثمان كان قد طلب منه مصحفه ليحرقه . وقد رفض ابن مسعود بدعة عثمان في حرق المصاحف ككل ، واعتماد مصحفه الوحيد . وابن مسعود كان يرى نفسه أحفظ لكتاب الله وأعلم به من عثمان وعصابته ، والسيرة تشهد له بذلك . فأبى أن يسلم مصحفه ، ونعى ذلك على عثمان . ولما كتب الوليد إلى عثمان بخصوص ابن مسعود وطعنه فيه ، طلب منه إحضاره إلى المدينة . فلما رآه عثمان وكان يخطب من على المنبر ، قال : ألا إنه قد قدمت عليكم دويبة سوء من يمشي على طعامه يقئ ويسلح . فقال ابن مسعود : لست كذلك ، ولكني صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر ويوم بيعة الرضوان . ونادت عائشة أي عثمان أتقول هذا لصاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أمر عثمان به فأخرج من المسجد عنيفا ، وضرب به الأرض فدقت ضلعه . فلامه علي ( ع ) على ذلك ، وقال له : تفعل هذا بصاحب رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الوليد ، فقال عثمان : ما من قول الوليد فعلت هذا ، ولكني أرسلت زبير بن كثير فسمعه يحل دمي . قال علي : زبير غير ثقة .
بقي ابن مسعود غاضبا على عثمان حتى مات وأمر أن لا يصلي عليه ، فدفن سرا ، وقام بجنازته عمار بن ياسر كما سبق أن ذكرنا . وكان عثمان قد قطع العطاء عن ابن مسعود حتى لما مر بابن مسعود أحس عثمان بالذنب ، أتاه يطلبه ، قال :
ما تشتهي ، قال له ابن مسعود : رحمة ربي . قال عثمان : هل أحضر لك طبيبا ، قال ابن مسعود : الطبيب أمرضني . فقال له عثمان : أرد عليك عطاءك ، فقال : حبسته عني حين احتجت إليه ، وترده إلي حين لا حاجة لي به ، فقال عثمان : يكون لأهلك . فقال ابن مسعود : رزقهم على الله . قال

206

نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست