نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 191
عثمان أو الفتنة الكبرى الخليفة الثالث عثمان صنيعة وضع هو في حد ذاته مسلسل لواقع التآمر التاريخي على عصبة بني هاشم ، وهنا يمكننا القول إن منطق القبيلة وارد في هذا الاختيار ، وأيا كانت خلفيات هذا الاختيار ، فإن عثمان لم يكن حلا للمجتمع العربي في تلك الفترة ، بقدر ما كان نتيجة حتمية لسنوات طويلة من التقوية للجناح الأموي الذي كان عثمان يشكل واجهته الإسلامية ، فشخصية عثمان ، كما عرف عنها - على أقل التقادير المجمع عليها - ضعيف الإرادة كسيرها ، لا يقوى على اتخاذ القرار ، ولا على الصمود في العدل بين العامة والأقرباء . لقد استفز عثمان بسياسته المسلمين جميعا ، وبعضهم حاول أن يجد المبررات لعثمان ، فراح يلفق ويركب ، لخلق واقع تاريخي مزيف لا يعكس حقيقة ، وواقع العهد ( العثماني ) ، لقد أدرك هذا المأزق بعض المفكرين المتأخرين ، ورأوا أن عثمان لم يكن يمثل اتجاها إسلاميا في سياساته ، يقول سيد قطب : ( وإنه لمن الصعب أن نفهم روح الإسلام في نفس عثمان ، ولكن من الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ ، الذي نلتمس أسبابه في ولاية مروان الوزارة في كبرة عثمان ) [115] .
[115] - العدالة الاجتماعية في الإسلام ( ص 160 ) دار الشروق .
191
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 191