responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 175


ويعرف المدمن على المسكرات عادة بعدم القدرة على السيطرة على نزواته وأعصابه . فهو معروف بفجاجة الشخصية ، خصوصا إذ انقطع عن تناول الخمر الذي أمسى من ضرورياته الجسدية وعادة ما كان العربي يندفع إلى الادمان بأحد السببين إما أن يلتمس من خلاله النشوة والطرب . . وذلك كان من دأب سادات العرب وكبراءها وإما بدافع الانسحاق طلبا للهروب والتعويض بالخيال .
هذه العوامل اجتمعت كاملة ، لتصنع من عمر بن الخطاب ، الرجل المهاب الذي يخشى من قسوته وخشونته .
ثانيا :
عامل العقدة ! .
لكي نتمكن من الحفر النفسي في شخصية عمر بن الخطاب يجب أن ندرك بعض المسائل الضرورية . وهي إن عمر إنسان . وهو بذلك يكسب الطبيعة المشتركة مع باقي البشر ، ضمن النماذج الطبيعية التي يتقاسمها البشر .
وكونه إنسانا معناه أنه خاضع للمؤثرات البيئية والتربوية ، وبالتالي تجرى عليه سنن الحياة ومحدداتها النفسية والاجتماعية . وعمر بن الخطاب الذي قضى أغلبية عمره في أحط بيئة جاهلية ، لا يمكننا تصور تحرره الكامل من رواسبها خصوصا ، أنه حافظ على مجموعة من هذه السمات في ظل إسلامه ، والتي منها ، حدة الطبع والفضاضة وعدم احترام كرام القوم ! ما يقوم به عمر في فترة خلافته من ضرب الناس دون مبررات ، وقمعهم دون هوادة ، ليس إلا حالة من التعويض النفسي ، يحاول من خلالها الدفاع عن حالة نفسية كامنة ، تعتريه ، وهي دون شك جعلته ، يتطلع بذلك الشكل العنيف إلى ( الخلافة ) حتى وهو يعلم أنها ليست حقا له .
وحالة من التعويض النفسي لصغار يجده في نفسه منذ زمان ، هذا الصغار الذي كون عنده مركبا للنقص ، يوجه سلوكه باستمرار ، وهو لا يجد توازنه النفسي إلا بالانتقام من الآخرين أو زجرهم بالعنف حتى لا يظهروا عليه . ولذلك نجده يبدأ دائما بقمع الناس ، وإذلالهم ، حتى إذا ذلوا نجده يرجع ويقوم بعملية معاكسة - بعد تحقيق رغبة الانتقام - ، وبروز عقدة الأثمية لذا يبرر من خلالها

175

نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست