نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 173
وبذلك تتوضح الرؤية أكثر ، من خلال حضور عمرو بن العاص ، كشفيع لعبيد الله ، وإقناع عثمان بالعفو عنه . بعد أن تبين الحكم الحقيقي فيه في قضاء الإمام علي ( ع ) . فالتدبير لقتل عمر بن الخطاب ، لم يكن بذلك البساطة التي رواها التاريخ المطرز . وإنما هي نتيجة لمخطط مدروس ، يمكن رمقه من خلال التحولات التي جرت فيما بعد ذلك . 2 - القمع الاجتماعي : - من العوامل التي سهلت على التيار الأموي القيام بعملية الاغتيال هذه ، هو العزلة الشعورية التي كانت تفصله عن عامة المجتمع الذي كان يبحث عن المواقع التي تبعده عن عمر بن الخطاب ، ذلك أن ما قام بن عمر كان يختلف كثيرا ، كثيرا عما كان يقوم به النبي صلى الله عليه وآله والطبع العمري كان مرفوضا من كل فئات المجتمع . لقد كان المجتمع العربي ذا خصوصيات في الطبع والمزاج وإن الطبيعة القاسية والغاضبة التي صنعتها إياه بيئة الصحراء جعلته منه مجتمعا عصبيا متمردا . ولهذا قال الله سبحانه ، لنبيه محمد صلى الله عليه وآله في القرآن ( ولو كنت فظا غليظ القلب ، لانفضوا من حولك ) وبهذا المنهاج ، سار النبي صلى الله عليه وآله في خط الدعوة والإرشاد بيد أن عمر بن الخطاب ، لم يسر كذلك ولعل مرجع هذا ، لفراغه من الاستحقاق الذي يشد إليه الرعية ، ولخلوه من الخصائص التي نحمدها عليه العرب ، فلجأ إلى القمع ، كتعويض عن ذلك الاستحقاق المفقود ! ولعل مرده أيضا ، إلى طبيعته التي جبل عليها ، إذ أن صورته الجسدية ، تحتوي على كل سمات الغلظة والفضاضة . في شخصية عمر ، علامات يمكن إرجاعها إلى عاملين أساسين يمكننا من خلالها رسم الحالة النفسية لعمر بن الخطاب بالشكل الذي قد لا يتفق مع ما ذهب إليه العقاد في عبقريته ؟ . الأول : - العامل الجسدي . الثاني : - عامل ( العقدة ) النفسية .
173
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 173