نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 163
كان شديدا في الحق كما تصفه الروايات المزيفة . بيد أن سلبيات عمر التاريخية ، ونوادره في السلوك السياسي والاجتماعي والفقهي ، لم ينسها التاريخ ، ومن تلك النوادر : * - سطحية سياسية ، العنف معتمدها . * - القمع الاجتماعي . * - الشذوذ الفقهي . 1 - سطحية سياسية : - كان عمر ابن الخطاب كما تقدم ، يرهب الشريف والمنافق معا . فكان يحاسب الأمويين حسابا عسيرا ، لكنه في نفس الوقت يؤمرهم على أصقاع وسيعة . وفي ذلك تكمن سطحيته سياسية . لأن بني أمية لم يكونوا مكتفي الأيادي ، بعد أن كانوا طويليها في زمن البعثة . وليس بني أمية عناصر ساذجة . وإنما هم جهاز ، وحالة قابلة للنشوء في كل لحظة . فتأميرهم لا يعني سوى صب مزيد من النفوذ في جعبتهم . ولقد قووا في زمن عمر ابن الخطاب . وهو لم يكن يريد تقويتهم . إنما رأي رآه . ولكن الأمة دفعة ثمنه . ولم يكن مثل الإمام علي ( ع ) حيث أول ما قام به هو عزل ( معاوية ) من دون رجعة في الموقف . لأنه يدرك أن الإمارة تقوي . وبأن بني أمية ، ليسوا فئة عادية . فهو لا يزال يفوت عليهم هذه الفرص ، حتى وهم يعرضون عليه البيعة . لقد جاء أبو سفيان بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله إلى علي والعباس فنادى من وراء الباب . بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم * ولا سيما تيم بن حرة أو عدي فما الأمر إلا فيكم وإليكم * وليس لها إلا أبو حسن علي أبا حسن فاشدد بها كف حازم * فإنك بالأمر الذي تبغي ملي بصوت عال : يا بني هاشم ، يا بني عبد مناف أرضيتم أن يلي أبو فيصل . أما والله لو شئتم لأملأنها عليهم خيلا ورجالا فناداه أمير المؤمنين علي ( ع ) .
163
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 163