نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 134
النبي صلى الله عليه وآله في السير مع جيش أسامة لكان خيرا له ، وأقرب للتقوى كما يجب أن يتحلى بها صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وحماة العقيدة وأفضل له من قذف الرسول صلى الله عليه وآله بالهجران [43] . أولا : - لأنه تخلف عن جيش أسامة ولم يجب أمر الرسول . وثانيا : - لأن الرسول صلى الله عليه وآله لما رآه حاضرا طلب فورا . الدوات والقرطاس ، لأنه يعلم أن وجود عمر في المقام يهدف كسب الخلافة لصالح مخططه . والدليل على ذلك ، أنه هو نفسه الذي عارض طلب الرسول صلى الله عليه وآله بحجة أن الرسول صلى الله عليه وآله يهجر . بمعنى يهذي . أي أن النبي صلى الله عليه وآله فقد صلاحية النبوة في تلك اللحظة ، وهو لا يزال بين أظهرهم . وأعطى منذ ذلك الوقت ، عمر بن الخطاب نفسه ، صلاحية الاجتهاد والتقدير ! . وعمر هذا كان يدرك ماذا يمكن أن يكتب الرسول صلى الله عليه وآله في ذلك القرطاس ، ولم يكن ابن عباس ولا الآخرين يجهلون حقيقة الموقف لما قال : الرزية كل الرزية لما حيل بين الرسول والكتابة . فهي رزية ، لأن دليلها تجلى في أحداث السقيفة وما بعدها . ويورد ابن أبي الحديد في شرح النهج عن ابن عباس قال : خرجت مع عمر إلى الشام في إحدى خرجاته . فانفرد يوما يسير على بعيره فقال لي : يا ابن عباس . أشكو إليك ابن عمك - أي الإمام علي ( ع ) سألته أن يخرج معي فلم يفعل ولا أزال أراه واجدا ، فما تظن موجدته ؟ قلت : يا أمير المؤمنين إنك لتعلم ، قال : أظنه لا يزال كئيبا لفوت الخلافة . قلت : هو ذلك ، إنه يزعم أن رسول الله أراد الأمر له . قال : يا ابن عباس وأراد رسول الله الأمر فكان ماذا إذا لم يرد الله تعالى ذلك . إن رسول الله أراد أمرا وأراد الله غيره فنفذ
[43] - ( الهجر ) في اللغة ، هو القوم السئ وفي لسان العرب لابن منظور ، الهجر برفع الهاء - القبيح من الكلام . والهجر أيضا بمعنى الهذيان . والهجر ، بالضم الاسم من الاهجاء وهو الافحاش . وكذلك إذا كثر الكلام فيما لا ينبغي . وهجر في مرضه ، بمعنى هذى . وكان هذا ما أراده عمر بن الخطاب من كلمته مما زاد الرسول صلى الله عليه وآله ألما ووجعا . . وأمرنا لله ! .
134
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 134