نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 243
صفين مأزق المآزق ! كانت حرب الجمل ، حربا تلقائية . تخطط لها عقول ارتجالية ، وتقودهم امرأة ضعيفة العقل . ولذلك سرعان ما افترق جيش عائشة إلى قسمين بعد خطبتها ، فالبرنامج البديل كانت تكسوه ضبابية . وكثيرا ما وقع التصارع بين القوم ، حول من يخلف هل الزبير أم طلحة ؟ . أما معاوية في الشام ، فإنه أدهى من هؤلاء جميعا ، وجمع إلى دهائه ، دهاء عمرو بن العاص ، ليهندسا أخطر الخطط لتدمير الإسلام ، كان الأمويين منذ البداية يدركون أهدافهم . ومنذ أن قرعت عليهم طبول الفتح ، كانوا يعرفون إنه لا بد من مخطط بعيد المدى ، يواجهون به نفوذ محمد صلى الله عليه وآله . كان موقف الإمام علي ( ع ) من معاوية واضحا . هو أن يعزله مهما كانت مضاعفات هذا الأجراء . وحاول بعض ( المتسيسة ) أن يتوسطوا في الأمر ، ويقنعوا عليا ( ع ) بأن يعدل عن رأيه هذا ، وليزداد مرونة في سياسته . فأبى علي ( ع ) فلسفتهم السياسية ، وشد بالخمسة على قبضة الحسام . وأعلن الحرب على العصابة الأموية . ولم يكن معاوية ، عاملا بسيطا في الشام ، فهو قلبها وروحها . بحكم بقائه الطويل في إمارتها . فهو صاحب قرار مسموع ، وجيش عرمرم ، وعشيرة اكتسبت شوكة ومالا في
243
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 243