الجنة " [1] . كما حدث صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ الولاية : " لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا كلهم من قريش " [2] . وبعد هذا العرض الوجيز عن مفهوم الإمامة أو الخلافة التي استعرضتها من القرآن الكريم ومن السنة النبوية الصحيحة بدون تفسير ولا تأويل ، بل اعتمدت على صحاح أهل السنة دون غيرهم من الشيعة لأن هذا الأمر ( أعني الخلافة في اثني عشر كلهم من قريش ) عندهم من المسلمات التي لا غبار عليها ، ولا يختلف فيها اثنان منهم ، مع العلم بأن بعض علماء أهل السنة والجماعة يصرحون بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال : " يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من بني هاشم " [3] . وعن الشعبي عن مسروق قال بينما نحن عند ابن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتى : هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة قال : إنك لحديث السن وإن هذا شئ ما سألني عنه أحد قبلك ، نعم عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل . . . " [4] . وبعد هذا فلنستعرض أقوال الفريقين على صحة ادعاء كل منهما من خلال النصوص الصريحة ، كما نناقش تأويل كل منهما في هذه المسألة الخطيرة التي فرقت المسلمين من يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى يومنا هذا ، وقد نشأ من ذلك اختلاف المسلمين إلى مذاهب وفرق ومدارس كلامية وفكرية ، بعد أن كانوا أمة واحدة . فكل خلاف وقع بين المسلمين سواء في الفقه أو في التفسير
[1] صحيح البخاري ج 8 ص 106 باب ما يكره من الحرص على الإمارة . [2] صحيح مسلم ج 6 ص 3 باب الخلافة في قريش . [3] ينابيع المودة ج 3 ص 104 . [4] ينابيع المودة ج 3 ص 105 .