نام کتاب : لا تخونوا الله والرسول ( ص ) نویسنده : صباح علي بياتي جلد : 1 صفحه : 312
الفلاسفة والمتكلمين ، ولكن ينبغي أن أُشير أولاً إلى بطلان ادعاء الشيخ أن الشيعة يقولون في القدر بمثل مقالته ، وليس هذا بأول افتراء له على اتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) . لقد انقسمت آراء المسلمين في القدر إلى ثلاثة مذاهب : المذهب الأول : وملخصه أن الانسان محكوم بالقدر حكماً باتاً لا مجال فيه للاختيار ، وهو ما يعطي معنى ( الجبر ) ، وهو الذي ذهب إليه جمهور أهل السنة تبعاً لأبي الحسن الأشعري . المذهب الثاني : وهو عكس المذهب الأول ، وملخصه أن الانسان مطلق الحرية غير محكوم بالقدر ، وهو ما يعطي معنى ( التفويض ) ، الذي ذهب إليه المعتزلة . المذهب الثالث : وهو مذهب وسط بين المذهبين الأولين حيث لا يقول بالجبر المطلق ولا بالتفويض المطلق ، بل هو أمر بين أمرين ، وهو مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، حيث لا إفراط ولا تفريط . فالجبر الذي يقول به الأشاعرة يسلب الانسان إرادته ويجعله كالريشة في مهب الريح ، مسيّراً بقدره المحتوم ، وعلى هذا الأساس فلا عبرة للطاعة أو المعصية ، فالعبد قد يكون مطيعاً لله ، لكن مآله يكون إلى النار ، والعكس أيضاً ، إذ قد يكون العبد عاصياً لله ، ولكن يسبق قدره المحتوم عمله فيصبح من أهل الجنة ، وفي هذا القول
312
نام کتاب : لا تخونوا الله والرسول ( ص ) نویسنده : صباح علي بياتي جلد : 1 صفحه : 312