نام کتاب : لا تخونوا الله والرسول ( ص ) نویسنده : صباح علي بياتي جلد : 1 صفحه : 242
وأورد البيهقي الرواية وزاد عليها : قرأها جرّاً ، فإنما أنكر أنس بن مالك القراءة دون الغسل . . . [1] . أقول : من المعلوم أن الحجاج بن يوسف الثقفي هو أحد ولاة بني أُمية الطغاة ، ومن أكبر مروّجي سياساتهم ، وتصرفه يدل على محاولته على حمل الناس على غسل الرجلين مخالفة للكتاب والسنة ، وقد حاول البعض توجيه الرواية بأن أنس بن مالك قد اعترض على قراءة الحجاج بالنصب لأن أنساً كان يقرأها بالخفض ولم يكن اعتراضه على الغسل ، وفساد هذا الرأي ظاهر تماماً ، فضلاً عن أن القراءة بالخفض - التي كان يراها أنس - إنما تدل على المسح أيضاً . وأعجب من ذلك هو ادعاء البعض أنَّ أنس بن مالك وغيره من الصحابة مثل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وابن عباس ( رضي الله عنه ) كانوا يمسحون ثم رجعوا عنه إلى الغسل ! فإذا كان هؤلاء الصحابة الثلاثة بالذات - وهم أكثر الصحابة لصوقاً بالنبي - لا يعرفون وضوء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وظلوا فترة طويلة يمسحون ، فمن الذي يعرف وضوء النبي إذاً ؟ ! وإذا كان أنس قد اعترض على الحجاج فهذا يعني أنه قد فعل ذلك في أواخر عمره ، فمتى رجع عن القول بالمسح إذاً ؟ !