نام کتاب : قراءة في مسار الأموي نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 8
إحدى وعشرين عاما حتى حقق الله النصر لنبيه بفتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة فاضطر تحت ضغط القوة وعزة الإسلام وتعاظم تياره ، إلى إعلان إسلامه بعد إقناع من العباس بن عبد المطلب - عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لحقن دمه . 2 - السقوط والتواري : وبفتح مكة سقطت المقاومة الجاهلية وانهار صرح الشرك ، ودحر أبو سفيان ومن معه من قادة الضلال ، وطهر البيت الحرام من الأصنام والوثنية ، وفتح الرسول المنتصر صلى الله عليه وآله وسلم آفاق العفو الرحمة وأطلق شعاره المعروف " اليوم يوم المرحمة اليوم تحمى الحرمة " . لقد جمع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أولئك الأعداء الذين حاربوه وأخرجوه من دياره ، وخططوا لقتله . فخاطبهم بقلبه الكبير ، وروحه الهادي ، وخلقه العظيم ، وهدفه الواسع لاستيعاب البشرية ، بقوله : " ما تظنون وما أنتم قائلون . قال سهيل : نظن خيرا ونقول خيرا ، أخ كريم وابن عم كريم " [1] . ليفتح أمامهم أبواب التوبة ويهئ لهم الأجواء النفسية للتفاعل مع كلمة التوحيد ، ومبادئ الهدى ، وليشعرهم بعفو الإسلام وعظيم خلقه . وهكذا طوقهم رسول الله بالفضل والمن ، وأطلق سراحهم ، فحملوا اسم ( الطلقاء ) كما حملوا اسما آخر هو : ( مسلمة الفتح ) . وهكذا توارى