نام کتاب : قراءة في مسار الأموي نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 105
وقال الشوكاني في نيل الأوطار [1] : قد ثبت في صحيح مسلم [2] من رواية طارق بن شهاب عن أبي سعيد قال : أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان ، وقيل : أول من فعل ذلك معاوية ، حكاه القاضي عياض . وأخرجه الشافعي [3] عن ابن عباس بلفظ : حتى قدم معاوية فقدم الخطبة . ورواه عبد الرزاق [4] . . . فهل رأيت مروان كيف يغير السنة ؟ وكيف يفوه ملء فمه بما لا يسوغ لمسلم أن يتكلم به ؟ كأن ذلك مفوض إليه ، وكأن تركها المنبعث عن التجري على الله ورسوله يكون مبيحا لإدامة الترك ، لماذا ذهب ما كان يعلمه أبو سعيد من السنة ؟ ولماذا ترك ؟ نعم ، كان لمروان في المقام ملحوظتان : الأولى أثر ابن عمه عثمان ، والآخر أنه كان يقع في الخطبة في مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ويسبه فتتفرق عنه الناس لذلك ، فقدمها على الصلاة لئلا يجفلوا فيسمعوا العظائم ويصيخوا إلى ما يلفظ به من كبائر وموبقات . ويستظهر من كلام لعبد الله بن الزبير : كل سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غيرت حتى الصلاة [5] . إن تسرب التغيير ولعب الأهواء بالسنن لم يكن مقصورا على الخطبة قبل الصلاة فحسب ، وإنما تطرق ذلك إلى كثير من
[1] نيل الأوطار : 3 / 335 . [2] صحيح مسلم : 1 / 100 ح 78 الإيمان . [3] أخرجه في كتاب الأم : 1 / 235 من طريق عبد الله بن يزيد الخطمي ، ولعل حديث ابن عباس مذكور في غير هذا الموضع . ( المؤلف ) [4] المصنف : 3 / 284 ح 5646 . [5] الأم للشافعي : 1 / 208 .
105
نام کتاب : قراءة في مسار الأموي نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 105