نام کتاب : فرق أهل السنة جماعات الماضي وجماعات الحاضر نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 98
لا الفرقة الناجية ، فهم قد وقعوا في متاهات الأحبار والرهبان ومتاهات الحكام بالإضافة إلى متاهات الروايات . وهذا كله يعود إلى كونهم رفضوا تحكيم العقل بداية ونبذوه ونسجوا كفهاً من أوهامهم عاشوا فيه وتحصنوا به في عزلة عن الآخرين . إلا أن حصن أهل السنة كما تبين مما سبق عرضه هو أوهى من بيت العنكبوت فلا يصلح أن يأوى إليه المسلمون طلباً للأمن والأمان في الدنيا والآخرة . والمتأمل في نصوص التحريم والإباحة التي عرضناها يتبين أنها لا تخرج عن كونها رد فعل لا طروحات الفرق المخالفة ، فهي لا تستند على نصوص بقدر ما تستند على مواقف لفقهاء فرق أهل السنة لا تتحلى بما يميزها عن الفرق الأخرى وإذا سلمنا بتساويها مع الآخرين فهذا يعني فقدانها صفة النجاة ويعني مشاركتهم لها في هذه الصفة ، أما وأن الحقيقة أن رفق أهل السنة هي أقل منهم طرحاً وعقلاً وأكثرهم خللاً . وليس من السهل أن يسلم العقل بأن الفرقة التي تجانب العقل وتنبذ الرأي وتوالي الحكام الفجار وتلتزم المسلمين بطاعتهم وتتبني التجسيم والتشبيه فيما يتعلق بصفات الله سبحانه ، وتقوم على فقه الرجال الذين تعددت مذاهبهم وتناقضت أحكامهم وطغت على النصوص الصريحة ، وتقدس الرواية إلى الحد الذي يجعلها تعتدي على القرآن ، وفوق هذا كله هي لا تلتزم بخلق الإسلام في مواجهة الخصوص والمخالفين فتسبهم وتلعنهم وتكفرهم وتفتري عليهم القول - ليس من السهل ولا من الممكن أن يسلم العقل أن مثل هذه الفرقة هي
98
نام کتاب : فرق أهل السنة جماعات الماضي وجماعات الحاضر نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 98