responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 208


وأقول بأن المسؤولية في كل ذلك يتحملها أبو بكر وعمر وعثمان الذين منعوا من كتابة الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدعوى خوفهم بأن لا تختلط السنة بالقرآن هذا ما يقوله أنصارهم والمدافعون عنهم وهذه الدعوى تضحك المجانين وهل القرآن والسنة سكر وملح إذا ما اختلطا فلا يمكن فصل أحدهما عن الآخر وحتى السكر والملح لا يختلطان لأن كل واحد محفوظ في علبته الخاصة به فهل غاب عن الخلفاء أن يكتبوا القرآن في مصحف خاص به والسنة النبوية في كتاب خاص بها كما هو الحال عندنا اليوم ومنذ دونت الأحاديث في عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه .
فلماذا لم تختلط السنة بالقرآن رغم أن كتب الحديث تعد بالمئات فصحيح البخاري لا يختلط بصحيح مسلم وهذا لا يختلط بمسند أحمد ولا بموطأ الإمام مالك فضلا عن أن يختلط القرآن الكريم .
فهذه حجة واهية كبيت العنكبوت لا تقوم على دليل بل الدليل على عكسها أوضح فقد روى الزهري عن عروة أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأشاروا عليه أن يكتبها فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا ، ثم أصبح يوما فقال : إني كنت أريد أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوما قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله ، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشئ أبدا ( 1 ) .
أنظر أيها القارئ إلى هذه الرواية كيف أشار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عمر بأن يكتب السنن ، وخالفهم جميعا واستبد برأيه . بدعوى أن قوما قبلهم كتبوا كتبا فأكبوا عليها . وتركوا كتاب الله ، فأين هي دعوى الشورى التي يتشدق بها أهل السنة والجماعة ، ثم أين هؤلاء القوم الذين أكبوا على كتبهم وتركوا كتاب الله . لم نسمع بهم إلا في


1 ) ابن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم وفضله . كنز العمال : 5 / 239 . وابن سعد من طريق الزهري .

208

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست