responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 153


ذلك يعظ الناس ، فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر فأراد أن يرتقي المنبر قبل أن يصلي ، فجبذت بثوبه فجبذني فارتفع فخطب قبل الصلاة . فقلت له : غيرتم والله ، فقال : أبا سعيد قد ذهب ما تعلم ! فقلت : ما أعلم والله خير مما لا أعلم . فقال : إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة . ( صحيح البخاري : 2 / 4 ) .
إذا كان الصحابة في عهد أنس بن مالك وعلى عهد أبي الدرداء وفي حياة مروان بن الحكم وهو عهد قريب جدا بحياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، يغيرون سنن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويضيعون كل شئ حتى الصلاة كما سمعت ، ويقلبون سنن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لمصالحهم الخسيسة وهي أن بني أمية اتخذوا سنة سب ولعن علي وأهل البيت على المنابر بعد كل خطبة فكان أكثر الناس في عيد الفطر والأضحى عندما تنتهي الصلاة يتفرقون ولا يحبون الاستماع إلى الإمام يلعن عليا بن أبي طالب وأهل البيت ولذلك عمد بنو أمية إلى تغيير سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقدموا الخطبة على الصلاة في العيدين ليتسنى لهم سب ولعن علي بمحضر المسلمين كافة ويرغمون بذلك أنوفهم وعلى رأس هؤلاء معاوية بن أبي سفيان فهو الذي سن لهم تلك السنة التي أصبحت عندهم من أعظم السنن التي يتقربون بها إلى الله حتى أن بعض المؤرخين حكى أن أحد أئمتهم أتم خطبته في يوم الجمعة ونسي لعن علي وهم بالنزول للصلاة فإذا الناس يتصايحون من كل جانب : تركت السنة ، نسيت السنة - أين هي السنة ؟ نعم ، وللأسف فهذه البدعة التي ابتدعها معاوية بن أبي سفيان بقيت ثمانين عاما متداولة على منابر المسلمين ، وبقيت أثارها حتى اليوم ، ومع ذلك فأهل السنة والجماعة يترضون على معاوية وأتباعه ولا يطيقون فيه نقدا ولا تجريحا بدعوى احترام الصحابة .
والحمد لله أن الباحثين المخلصين من أمة الإسلام بدأوا يعرفون

153

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست