responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 124


وهؤلاء يمثلون الأقلية وقد سماهم القرآن الشاكرين .
2 - قسم آمن بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ظاهريا ولكن قلبه فيه مرض ، فلم يسلم أمره إلا لمصلحته الشخصية ومنافعه الدنيوية فهو يعارض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أحكامه وأوامره ويقدم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فكان من الخاسرين ، وهؤلاء يمثلون الأكثرية وقد عبر عنهم القرآن بأوجز تعبير إذ يقول عز وجل : لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون [ الزخرف :
78 ] .
فالباحث يكتشف أن هؤلاء الأكثرية كانوا في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعيشون معه ويصلون خلفه ويصحبونه في حله وترحاله ، ويتقربون إليه بكل وسيلة لئلا ينكشف أمرهم للمؤمنين المخلصين ، ويحاولون جهدهم أن يظهروا بمظهر يغبطهم عليه المؤمنون لكثرة تعبدهم وورعهم في أعين الناس ( 1 ) .
فإذا كان هذا حالهم في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فكيف أصبحوا بعد وفاته ؟ لا شك بأنهم نشطوا وتكاثروا وازداد تسترهم وتمثيلهم ، فلم يعد هناك نبي يعرفهم ولا وحي يفضحهم ، وخصوصا وقد ظهرت بموته صلى الله عليه وآله وسلم بوادر الشقاق والافتراق من أهل المدينة الذين مردوا على النفاق وكذلك ارتداد العرب في شبه الجزيرة الذين هم أشد كفرا ونفاقا ، ومنهم من ادعى النبوة كمسيلمة الكذاب وطليحة وسجاح بنت الحرث وأتباعهم وكل هؤلاء كانوا من الصحابة .


1 ) أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده وابن حجر في إصابته في ترجمة ذي الثدية عن أنس بن مالك ، قال : كان في عهد رسول الله رجل يعجبنا تعبده واجتهاده ، وقد ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باسمه فلم يعرفه ، فوصفناه بصفته فلم يعرفه ، فبينما نحن نذكره إذ طلع الرجل ، قلنا : هو ذا ! قال رسول الله : إنكم تخبروني عن رجل إن في وجهه لسعفة من الشيطان ، إن هذا وأصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، أقتلوهم فهم شر البرية .

124

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست