responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 75


قضى حياته ، وأنفق ماله الذي اكتسبه من حرام في سبيل القضاء على الإسلام والمسلمين الحقيقيين .
ولقد رأينا كيف كان يريد دفن ذكر محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما قدر على ذلك ، فأشعلها حرباً على ابن عمّه علي وصىّ النّبي ، حتى إذا ما قضى عليه ووصل للخلافة بالقهر والغش والنفاق سنَّ سُنّته المشؤومة ، وأمر عمّاله في كلّ الأقطار بلعن علي وأهل البيت النّبوي على كلّ المنابر وفي كلّ صلاة ، وهو بذلك يريد سبّ ولعن رسول الله ( 1 ) ، ولما أعيته الحيل ، وأدركه الأجل ، ولم


1 - أخرج ابن عبد ربّه في العقد الفريد 5 : 114 في أخبار معاوية ، قال : إن معاوية لعن علياً على المنبر وكتب إلى عمّاله أن يلعنوه على المنابر ففعلوا ، فكتبت أمّ سلمة زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى معاوية : إنّكم تلعنون اللّه ورسوله على منابركم . وذلك أنّكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبّه ، وأنا أشهد أنّ اللّه أحبّه ورسوله ، فلم يلتفت معاوية إلى كلامها . ( المؤلّف ) . وفي سنن ابن ماجة 1 : 56 ، ح 121 قال : " حدّثنا علي بن محمّد ، حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا موسى بن مسلم ، عن ابن سابط - وهو عبد الرحمن - عن سعد بن أبي وقّاص قال : لما قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه ، فذكروا علياً ، فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول اللّه ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، وسمعته يقول : " أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي " ، وسمعته يقول : " لأعطين الراية اليوم رجلا يحب اللّه ورسوله " . وصحح الحديث الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 1 : 72 ح 120 ، وعلّق عليه بقول : " قوله : فنال منه ، أي نال معاوية من علي وتكلّم فيه " . وفي عون المعبود بشرح سنن أبي داود 12 : 312 ح 4636 : " حدّثنا ابن العلاء عن ابن إدريس ، أنبأنا حصين عن هلال بن يساف . . عن عبد اللّه بن ظالم المازني قال : ذكر سفيان رجلا فيما بينه وبين عبد اللّه بن ظالم المازني قال : سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال : لمّا قدم فلان إلى الكوفة أقام فلان خطيباً ، فأخذ بيدي سعيد بن زيد فقال : ألا ترى إلى هذا الظالم ، فاشهد على التسعة أنّهم في الجنّة . . " . قال العظيم آبادي في شرح الحديث : ( لمّا قدم فلان إلى الكوفة أقام فلان خطيباً ) ، قال في فتح الودود : " ولقد أحسن أبو داوود في الكناية عن اسم معاوية والمغيرة بفلان ستراً عليهما في مثل هذا المحل . . قال بعض العلماء : كان في الخطبة تعريضاً بسبّ علي ( رضي الله عنه ) . . " ) . وقد صحّح الحديث الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود 3 : 130 ح 4648 ، وفي صحيحته 2 : 531 ح 875 . فمعاوية مؤسّس الدولة الأموية من أوّل يوم لدولته وتشكيلته الحكومية باشر هذا الفعل ، وهو سبّ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وإخفاء فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وإعطاء الأموال لإضفاء فضائل مزيفة له ، والتحديث بتنقيص علي وآل علي ، وهذا أمرٌ واضح من سيرة معاوية ، ومن سيرة ولاته الذين نصبهم على البلاد والعباد ، ومن يدافع عن بني أُمية ومعاوية ما هو إلاّ متبع لهوىً أو متعصب لدين الأجداد والآباء .

75

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست