نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 50
وكما قال في حديث قدسي : " يا عبادي إني حرّمتُ الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا " ( 1 ) ؟ فكيف يصدّق مسلم آمن بالله وبعدالته ورحمته أنّ الله سبحانه خلق الخلق ، وحكم على بعضهم بالجنّة وعلى الآخرين بالنار حسب اختياره هو ، وقدّر لهم أعمالهم فكلّ ميسّرٌ لما خُلِقَ له ، على حسب هذه الروايات المعارضة للقرآن الكريم ، وللفطرة التي فطر الله الناس عليها ، وللعقل والوجدان ، ولأبسط حقوق الإنسان ؟ كيف نؤمن بهذا الدّين الذي يحجّر العقول على أنّ هذا الإنسان هو دمية تُحرِّكُها أَيْدي القدر كيف شاءت ، لتُلقي بها بعد ذلك في التنّور ؟ هذا الاعتقاد الذي يمنع العقول من الخلق والابتكار ، والإبداع والتطوّر ، والمنافسة التي تأتي بالأعاجيب ، ويبقى الإنسان جامداً راض بما هو فيه وبما عنده ، بدعوى أنّه ميسّر لما خُلقَ لَهُ . كيف نقبلُ هذه الرّوايات التي تصادمُ العقول السليمة ، وتصوّر لنا بأنّ الله سبحانه هو خالقُ ، جبّارٌ ، قوىٌ ، قاهرٌ ، وله أن يخلق عباده الضعفاء ليزجّ بهم في نار جهنم لا لشيء إلاّ لأنّه يفعل ما يشاء ، وهل يسمّي العقلاء هذا الإله حكيماً أو رحيماً أو عادلا ؟ كيف لو تَحدّثنا مع المثقّفين والعلماء من غير المسلمين ، وعَرفُوا بأنّ رَبّنا على هذه الصّفات ، وأنَّ دِيننا قد حكم على النّاس قبل ولادتهم بالشقاء ،
1 - صحيح مسلم 8 : 17 كتاب البر والصلة باب تحريم الظلم ، السنن الكبرى للبيهقي 6 : 93 ، الجامع الصغير للسيوطي 2 : 237 ح 6020 .
50
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 50