نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 470
آلاف الكتب ، وقُتِلتْ آلاف النفوس البريئة ، وليس لها ذنب غير ولائها لعترة النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ورفْضِها للحكّام الذين ركبوا أعناق الأُمّة بالقوّة والقهر . وها نحن اليوم في عهد الحريّات في عهد النور - كما يسمّونه - في عهد العلم وتسابق الدول لغزو الفضاء والسيطرة على الأرض ، إذا ما قامَ عالم وتحرّر من قيود التعصّب والتقليد ، وكتب أىّ شيء يُشمُّ منه رائحة التشيّع لأهل البيت ، فتثور ثائرتُهم ، وتُعبّأ طاقاتهم لسبّه وتكفيره والتشنيع عليه ، لا لشيء سوى أنّه خالف المألوف عندهم . ولو أنّه كتب كتاباً في مدح البخاري وتقديسه لأصبح عالماً علاّمة ، ولانهالت عليه التهاني والمدائح من كلّ حدب وصوب ، ولتمسّح بأعتابه رجال لا تُلهيهم صلاةٌ ولا صوم عن التملّق وقول الزّور . وأنت تفكّر في كلّ هذا والدّواعي التي توفّرتْ لانحراف أكثر العباد ، والأسباب التي تجمّعت لسيّاقه أغلب النّاس إلى الضلالة ، فإذا القرآن الكريم يُوقِفك على سرّها المكنون ، من خلال الحوار الذي دار بين ربّ العزّة والجلالة واللّعين إبليس : * ( قَالَ مَا مَنَعَكَ ألا تَسْجُدَ إذْ أمَرْتُكَ قَالَ أنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَار وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أنظِرْنِي إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لاَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ
470
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 470