نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 468
خاتمة البحث وبعد هذه الخرافات وأمثالها كثير في البخاري ، فهل يبقى الباحثون والعلماء المتحرّرون ساكتون ولا يتكلّمون ؟ وسيقول بعض النّاس : لماذا التحامل إلاّ على البخاري ؟ وقد يوجد في غيره من كتب الأحاديث أضعاف ما فيه ، وهذا صحيح ولكنْ تناولنا البخاري بالتّحديد لما ناله هذا الكتاب من شهرة فاقت الخيال ، حتّى أصبح كالكتاب المقدّس عند علماء السنّة ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، إذ كل ما فيه صحيح لا يتطرّق إليه الشك . ومنبع هذه الهالة وهذا التّقديس نشأ من السّلاطين والملوك ، بالخصوص في العهد العبّاسي الذي وصل فيه الفرس إلى التحكّم في كل جهاز الدّولة ، وكان منهم الوزراء والمستشارون والأطبّاء والفلكيون ، يقول أبو فراس ذلك : < شعر > أبلغ لديك بني العبّاس مالكةً * لا يدّعوا ملكها ملاّكها العجم أي المفاخر أمست في منازلكم * وغيركم آمرٌ فيها ومحتكم < / شعر > وعمل الفرس كلّ جهودهم ، واستعملوا كلّ نفوذهم حتّى أصبح كتاب البخاري في المرتبة الأُولى بعد القرآن الكريم ، وأصبح أبو حنيفة الإمام الأعظم فوق الأئمة الثّلاثة الآخرين . ولولا خوف الفرس من إثارة القومية العربية في عهد الدولة العبّاسية ،
468
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 468