responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 447


والسّياسة القائمة ، كلّ ذلك لينالوا عند الحاكم الجاه والمال ، فباعوا أُخراهم بدنياهم ، فما ربحت تجارتهم ، ويوم القيامة يندمون ويخسرون .
فالناس ناس ، والزمان زمان ، فأنتَ ترى اليوم نفس الأساليب ونفس السّياسة ، فكم من عالم جليل هو حبيس داره لا يعرفه النّاس ، وكم من جاهل تربّع على منبر الخطابة ، وإمامة الجماعة ، والتحكّم بمصير المسلمين ; لأنّه من المقرّبين الذين نالوا رضَى النظام وتأييده ، وإلاّ قل لي بربّك كيف يفسّر عزوف البخاري عن أهل بيت النبي الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً ؟
كيف يفسّر عداء البخاري لهدي الأئمة الذين عاصر وعايش البعض منهم زمن البخاري ، ولم يروِ عنهم إلاّ ما هو مكذوب عليهم ; للحطّ من قدرهم السّامي ، والطعن في عصمتهم الثابتة بالقرآن والسنّة ، وسنوافيك ببعض الأمثلة على ذلك .
ثمّ إنّ البخاري ولّى وجهه شطر النّواصب والخوارج الذين حاربوا أهل البيت وقتلوهم ، فتراه يروي عن معاوية ، وعن عمرو بن العاص ، وعن أبي هريرة ، وعن مروان بن الحكم ، وعن مقاتل بن سليمان الذي عُرف بالدّجال ( 1 ) ، وعن عمران بن حطّان عدوّ أمير المؤمنين وعدوّ أهل البيت ،


1 - قال ابن حبان في كتاب المجروحين 3 : 14 " كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم وكان شبيهاً يشبّه الرب بالمخلوقين " وعن أبي حنيفة قال : " أتانا من المشرق رأيان خبيثان : جهم معطل ، ومقاتل مشبه " سير أعلام النبلاء 7 : 202 ، ومقاتل هذا وقع في سند رواية رواها البخاري في تاريخه الكبير 4 : 292 ح 2866 . وقال الذهبي في كتاب ميزان الاعتدال 1 : 160 رقم 5960 ترجمة علي بن هاشم : " ترك البخاري إخراج حديثه فإنّه يتجنّب الرافضة كثيراً . . . ولا نراه يتجنّب القدريّة ولا الخوارج ولا الجهميّة " . وقد ذكر صاحب كتاب كشف الجاني : 139 أنّ معاوية وعمرو بن العاص وأبا هريرة صحابة ، والصحبة كافية للحكم بالعدالة كما هو مبنى السنّة ، وقد قدّمنا فيما سبق بعض أحوال معاوية ، وبعض تصرّفات أبي هريرة وتدليساته ؟ . وذكر صاحب كشف الجاني أنّ مروان بن الحكم غير متّهم في حديثه . وهذا رميٌ للكلام بدون تثبت ; إذ ذكره الذهبي في كتابه المغني في الضعفاء 2 : 397 ترجمة 6166 ، وقد ذكر في مقدّمة كتابه أنّه خصّصه في : ( ذكر الكذابين الوضاعين ، ثمّ على ذكر المتروكين الهالكين ثمّ على الضعفاء من المحدّثين الناقلين ، ثمّ على الكثير الوهم من الصادقين ، ثمّ على الثقات الذين فيهم شيء من اللين . . ثمّ على خلق كثير من المجهولين . . " . وفي صحيح ابن حبّان 3 : 396 : " قال أبو حاتم رضي الله عنه : عائذ بالله أن نحتجّ بخبر رواه مروان بن الحكم وذووه في شيء من كتبنا " . وقال عنه الشيخ الألباني في مختصر صحيح البخاري 1 : 190 : " فيه كلام معروف عند المحدّثين " . وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب 10 : 92 : " وعاب الإسماعيلي على البخاري تخريج حديثه وعدّ من موبقاته أنّه رمى طلحة أحد العشرة يوم الجمل " . وقال ابن حزم : " مروان بن الحكم أوّل من شقّ عصى المسلمين بلا شبهة ولا تأويل ، وإنه قتل النعمان بن بشير أوّل مولود في الإسلام للأنصار " المغني في معرفة رجال الصحيحين : 235 . هذا من جهة منزلة مروان بن الحكم عند المحدّثين . وأمّا سيرته وأفعاله فهي كالنار على المنار ، مليئة بالخيانة والحقد على المسلمين ، قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال 4 : 89 : " له أعمال موبقة ، نسأل الله السلامة ، رمى طلحة بسهم " . وفي سير أعلام النبلاء 1 : 35 : " عن قيس قال : رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في ركبته فما زال ينسح حتى مات ، رواه جماعة عنه . ولفظ عبد الحميد بن صالح : هذا أعان على عثمان ولا أطلب بثأري بعد اليوم . قلت : قاتل طلحة في الوزر بمنزلة قاتل علياً " . وقال عنه الذهبي في تاريخ الإسلام 1 : 234 : " كان يوم الحرّة مع مسلم بن عقبة ، وحرّضه على أهل المدينة . . . " ، وارجع إلى حديث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في صحيح مسلم 4 : 121 " من أراد أهلها بسوء ( يريد المدينة ) أذابه الله كما يذوب الملح في الماء " فهو ممّن شمله دعاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو من أصحاب النار . وفي سير أعلام النبلاء 3 : 477 : " كان مروان أميراً علينا ، فكان يسبّ رجلا كلّ جمعة ، ثمّ عزل بسعيد بن العاص ، وكان سعيد لا يسبه ، ثمّ أُعيد مروان فكان يسبّ ، فقيل للحسن : ألا تسمع ما يقول ؟ فجعل لا يردّ شيئاً . . " وقد ذكر في تاريخ الإسلام 1 : 235 اسم ذلك الرجل الذي كان يسبه مروان وهو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . وذكر في كشف الجاني أيضاً بأنّ المؤلّف كذب حينما قال : بأنّ البخاري يروي عن المجسّمة والمجاهيل ! وهذا - أيضاً - من جهل صاحب كتاب كشف الجاني إذ بمراجعة بسيطة لمقدّمة فتح الباري وغيرها يجد أنّ هنالك العديد من المجاهيل بل والمتهمين بالكذب ممّن روى البخاري عنهم ، نورد بعض الأسماء ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى مقدّمة فتح الباري : فمن الرواة المجاهيل الذين روى عنهم البخاري : 1 - إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة : قال القطان الفاسي : لا يعرف حاله . هدي الساري إلى فتح الباري ، ابن حجر 548 . 2 - أسباط أبو اليسع : قال أبو حاتم : مجهول . المصدر السابق 549 . 3 - الحسين بن الحسن بن يسار : قال أبو حاتم : مجهول . المصدر السابق ص 560 . 4 - أُسامة بن حفص أو ابن جعفر المدني : قال اللالكائي : مجهول ، وقال الأزدي ضعيف . ميزان الاعتدال 1 : 174 ، رقم 704 ، هدي الساري : 386 ، المغني في معرفة الرجال الصحيحين : 28 رقم 131 . 5 - ثور بن زيد الديلي : قال اليبهقي : مجهول . ميزان الاعتدال 1 : 373 . 6 - الحسن بن إسحاق بن زياد أبو علي الليثي المروزي : قال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : هو مجهول ، وقال الذهبي : مجهول الجرح والتعديل 3 : 2 ، ميزان الاعتدال 2 : 227 ، المغني في الضعفاء 1 : 244 . 7 - حصين بن محمّد الأنصاري السالمي : قال الذهبي : فيحتجّ به في الصحيحين ، ومع هذا فلا يكاد يعرف . ميزان الاعتدال 1 : 554 . 8 - عبد الواحد بن عبد الله بن كعب النصري : قال ابن حزم : مجهول . تهذيب التهذيب 6 : 436 ، الضعفاء لابن الجوزي 2 : 156 . 9 - محمّد بن يزيد الكوفي الحزامي : قال أبو حاتم : مجهول . هدي الساري : 443 . ومن الرواة المتهمين بالكذب الذين روى عنهم البخاري : 1 - أسيد بن زيد الجمّال : قال النسائي : متروك ، وقال ابن معين : حدّث بأحاديث كذب ، وقال ابن خلفون : وذكر ابن الاعراتي عن عباس بن محمّد الدورقي عن يحيى بن معين قال : أسيد بن زيد الجمال : كذاب ، ذهب إليه في الكرخ ونزل دار الحذائين فأردت أن أقول : يا كذاب ، ففرقت من شفار الحذائين . المصدر السابق 552 ، المعلم بشيوخ البخاري ومسلم : 114 رقم 88 . 2 - شجاع بن الوليد بن قيس السكوني : اتهمه يحيى بن معين بالكذب . المصدر السابق ص 575 . 3 - عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس : متّهم بالكذب . المصدر السابق ص 596 . 4 - أحمد بن صالح أبو جعفر المصري : قال النسائي : ليس بثقة ولا مأمون . وقال أيضاً : تركه محمّد بن يحيى ورماه يحيى بن معين بالكذب ، هدي الساري : 383 وقال معاوية بن صالح عن ابن معين : أحمد بن صالح كذاب يتفلسف ، الضعفاء والمتروكين 56 ، تهذيب التهذيب 1 : 39 . 5 - إسماعيل بن عبد الله بن أبي أُويس بن مالك بن أبي عامر المدني : قال يحيى ابن معين ، مخلط يكذب ليس بشيء . وقال الدولابي : سمعت النظر بن سلمة المروزي يقول : كذّاب كان يحدث عن مالك بمسائل ابن وهب . ميزان الاعتدال 1 : 222 رقم 854 تهذيب التهذيب 1 : 310 ، الضعفاء والمتروكين : 51 ، المغني في معرفة رجال الصحيحين : 35 ، 192 . 6 - الحسن بن مدرك بن بشير أبو علي البصري الطحان : قال أبو داوود : الحسن ابن مدرك كذّاب ، كان يأخذ أحاديث فهد بن عوف فيقلبها على يحيى بن حمّاد . ميزان الاعتدال 1 : 522 رقم 1949 . 7 - كعب بن مانع المعروف بكعب الأحبار : كان يهودياً فأسلم ، وقد شكّك في إخلاصه للإسلام وتركه اليهودية ، كذّبه ابن عباس وابن مسعود وحذيفة في قولهم : كذب كعب ( البداية والنهاية 3 : 316 ) ، وما ترك يهوديته ، أو ما تنكت اليهودية في قلب عبد فكادت أن تفارقه ( تفسير القرطبي 14 : 227 ، تفسير ابن كثير 3 : 562 ) . وذكر السيّد رشيد رضا في كتابه بما جاء عنه في صحيح البخاري على لسان معاوية : كان كعب الأحبار من أصدق المحدّثين الذين يحدّثون عن أهل الكتاب . قال السيّد رشيد رضا : أدخل على المسلمين شيئاً كثيراً من الإسرائيليات الباطلة والمخترعة ، وخفي على كثير من المحدثين كذبه ودجله لتعبده . تفسير المنار 8 : 449 . الرواة المغموز فيهم وهم كثير نذكر بعضهم : 1 - أيوب بن عائذ الطائي الكوفي : ممّن أخرج له البخاري وأورد اسمه في كتاب الضعفاء ( الضعفاء الصغير للبخاري : 24 ) قال الذهبي : والعجب من البخاري يغمزه وقد احتجّ به . ميزان الاعتدال 1 : 289 . 2 - ثابت بن محمّد الكوفي الشيباني : ذكره في الضعفاء وقال أبو زرعة العراقي : والعجب من البخاري من ذكره في الضعفاء مع احتجاجه به في الصحيح . الجرح والتعديل 2 : 457 ، المغني في معرفة رجال الصحيحين : 48 ، 304 ، ديوان الضعفاء والمتروكين 1 : 136 . إلى غير ذلك ، وهناك الكثير من الرواة المصرّح بضعفهم روى عنهم البخاري ، من شاء يرجع إلى مقدّمة ابن حجر لكتابه فتح الباري . وأمّا المجسّمة الذين روى عنهم البخاري ، فقد قدّمنا ذكر مقاتل بن سليمان الذي روى عنه البخاري في التاريخ الكبير ، وكان مجسّماً كما ذكر ابن حبّان . ونقول بعد هذا : إنّ صاحب كتاب كشف الجاني وغيره ممّن يحذو حذوه من المتعصّبين يسارعون في الطعن على غيرهم ، مع جهلهم الشديد بما هو مسطور ومدوّن في أُمهات مصادرهم ، فكان الأحرى بهم إصلاح عيوبهم قبل التفتيش عن عيوب الآخرين .

447

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست