نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 425
وهي من الصفات الحميدة التي يحبّها الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ويحبّها جميع النّاس ويحاولون الوصول إليها ، ألا وهي الشجاعة فلا بدّ للرّواة أن يضعوا فيها حديثاً لفائدة أبي حفص وقد فعلوا . أخرج البخاري في صحيحه من كتاب فضائل أصحاب النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، باب قول النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لو كنت متخذاً خليلا ، وأخرج مسلم في صحيحه من كتاب فضائل الصّحابة ، باب من فضائل عمر : عن أبي هريرة : قال : سمعتُ النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : بينما أنا نائم رأيتُني على قليب ، عليها دَلْوٌ ، فنزعتُ منها ما شاء الله ، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعِهِ ضَعْفٌ ، والله يغفر له ضعفَهُ ، ثم استحالَتْ غرباً فأخذها ابن الخطّاب ، فلم أرَ عبقرياً من الناس ينزعُ نزعَ عُمَرَ ، حتى ضربَ النّاسَ بعطَن . فإذا كان الدّين وهو مركز الإيمان والإسلام ، والتقوى والتقرّب إلى الله سبحانه قد حازه عمر بن الخطّاب حتّى جرّه وراءه ، بينما النّاس لم يكن نصيبهم منه إلاّ ما يبلغ الثدي وبقيت أجسامهم عارية ، وإذا كان العلم اختصّ به عمر بن الخطّاب ، فلم يترك للنّاس شيئاً من فضل الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذْ أعطاه إليه فشربه كلّه ، ولم يفكّر حتّى في صاحبه أبي بكر الصّديق - وهو لا شكّ العلم الذي خوّل عمر أن يغيّر أحكام الله بعد وفاة النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، باجتهاده ولا شكّ أنّ اجتهاده من فضل ذلك العلم - وإذا كانت القوة والشجاعة قد اختصّ بها ابن الخطّاب أيضاً ، بعد الضعف الذي بدا على صاحبه أبي بكر - وهذا صحيح ، ألم يقل له أبو بكر مرّة ( لقد قلتُ لك : إنّك أقوى على هذا الأمر منّي
425
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 425