responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 366


وإذا كانت هذه الآية نازلة على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، عندما احترق قلبُه على عمّه سيّد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، الذي بقروا بطنه ، وأكلوا كبده ، وقطعوا مذاكيره ، اغتاظ رسول الله عندما رأى عمّه على تلك الحال وقال : " لئن مكّنني الله منهم لأمثلنّ بسبعين " ( 1 ) فنزلت عليه الآية فقال : " صبرتُ يا ربّ " . وعفى عن وحشي قاتل عمّه ، وهند التي مثلّت بجسده الطّاهر وأكلت كبده ، وهذا هو خُلق النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وممّا يدلّك على فظاعة الرواية ، وأن الرّاوي نفسه استفظعها فأردف يقول : قال قتادة : فحدّثني محمّد بن سيرين أنّ ذلك كان قبل أن تنزل الحدود ( 2 ) ، ليبرّر فعل النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بذلك ، فحاشى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يحكم


1 - المعجم الكبير للطبراني 3 : 143 ، لباب النقول للسيوطي : 121 ، زاد المسير لابن الجوزي 4 : 370 . 2 - وأضافوا : " انّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما قطع الذين سرقوا لقاحه وسمل أعينهم بالنار عاتبه الله في ذلك فأنزل : ( إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ . . . ) ( نيل الأوطار للشوكاني 7 : 331 ) . واعترض في كشف الجاني : 137 على المؤلّف بأنّ مسلماً روى في صحيحه أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فعل ذلك لأنّهم فعلوا براعيه ذلك . وهذا الاعتراض غير صحيح ; لأن الله سبحانه وتعالى وصف نبيّه بأنّه على خلق عظيم ، وأنّه رؤوف رحيم وهو في مكة في بدايات البعثة ، فكيف يأتي ويعاقب هذه المعاقبة الشنيعة عدّة أشخاص ; لأنّهم قتلوا شخصاً واحداً ؟ فأين رأفته وأين رحمته ؟ ! وكذلك استدلّ بآية : ( إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً أنْ يُقَتَّلُوا أوْ يُصَلَّبُوا . . ) على جواز فعل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وهذا الكلام لا يصدر إلاّ ممّن لم يقرأ كتب الحديث والتفسير ، ولم يطلع عليها مرّة واحدة ; لأنّ المفسّرين والمحدّثين رووا أنّ هذه الآية وهي في سورة المائدة الآية 33 نزلت بعد معاقبة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لهؤلاء ، وفيها عتاب من الله سبحانه وتعالى لرسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على هذا الفعل ، فكيف يستدلّ بها على صحة فعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ! حتى إنهم ذكروا أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يعد لهذا الفعل بعد نزول الآية ، وارجع إلى سنن أبي داود ح 4362 ، سنن النسائي ح 3505 ، تفسير القرطبي 6 : 149 . فهذا الكلام يردّه كلام المحدّثين والمفسرين على السواء ; لأنّهم يصرّحون بأنّ الآية نزلت بعد فعل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأنّ فعل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل أن تنزل الحدود ، فكيف يستدلّ بها صاحب كتاب كشف الجاني على صحة الرواية ؟ ! وثانياً : إنّ آية القصاص التي استدلّ بها صاحب كشف الجاني على تصحيح رواية البخاري ومسلم ليس فيها سمل الأعين ، فما هو المبرّر للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يسمل عيونهم مع عدم ورود الترخيص به ؟ ! وثالثاً : إنّ هناك روايات تصرّح بأنّ هذه الآية نازلة في الكفّار ، والمفروض أنّ هؤلاء مسلمين لا يجوز أن يطبق عليهم ما على الكفار . ولأجل استبشاع هذا الفعل ذهب بعضهم إلى أنّ هؤلاء ارتدوا وخرجوا عن الإسلام ( فتح الباري 10 : 175 ) ، لكن هذا أيضاً لا يدفع بشاعة الرواية ; لأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رحمة للعالمين فكيف يتصوّر صدور هذا الفعل منه حتى لو كان مع كفار مشركين ! !

366

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست