وهل تقولون فعلا بكفر من لا يعترف بإمامة يزيد بن معاوية الذي عرف فسقه الخاصّ والعامّ من المسلمين ، ويكفي يزيد خسّة وسقوطاً ما أجمع عليه المسلمون من إباحته المدينة المنوّرة لجيشه وجنده يفعلون فيها ما يشاؤون لأخذ البيعة له بالقهر على أنّهم له عبيد ، فقتلوا عشرة آلاف من خيرة الصحابة والتابعين ، وهتكوا فيها أعراض المحصنات من النساء والفتيات المسلمات حتّى ولدن من سفاح ما لا يُحصي عدده إلاّ الله .
ويكفيه عاراً وشناراً وخزياً مدى الدهر قتله سيّد شباب أهل الجنّة ، وسبيه بنات الرسول ، وضربه ثنايا الحسين بقضيبه ، وتمثله بالأبيات المعروفة :
" ليت أشياخي ببدر شهدوا " إلى قوله : " لعبت هاشم بالملك فلا خبرٌ جاء ولا وحي نزل " .
وهو صريح بأنّه لا يؤمن بنبوّة محمّد ولا بالقرآن الكريم ، فهل حقّاً توافقون على تكفير من تبرّأ من يزيد وأبيه معاوية الذي كان يلعن عليّاً ويأمر بلعنه ، بل ويقتلُ كلّ من امتنع عن ذلك من خيرة الصحابة كما فعل مع حجر بن عدي الكندي وأصحابه ، وسنّها سنّة متبعة دامت سبعون عاماً ، وهو يعلم قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من سبّ علياً فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله " ( 1 ) . كما أخرج ذلك صحاح أهل السنّة .

1 - المستدرك للحاكم 3 : 121 ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك ، الجامع الصغير للسيوطي 2 : 608 ح 8736 ، تاريخ دمشق 42 : 533 ، وفي مسند أحمد 6 : 323 صدر الحديث فقط ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9 : 130 : " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجدلي وهو ثقة " . وقال الشيخ الألباني في صحيحته المجلد السابع القسم الثاني : 996 ح 3332 : " ( كان يحب علياً ) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 6 : 389 / 5828 ، والمعجم الصغير 119 هندية : حدّثنا محمّد بن الحسن أبو حصين القاضي ، قال : حدّثنا عون بن سلام ، قال : حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن السدي عن أبي عبد الله الجدلي قال : قالت لي أُم سلمة : أيُسب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بينكم على المنابر ؟ ! قلت : سبحان الله ، وأنى يسبّ رسول الله ؟ ! قالت : أليس يسب علي بن أبي طالب ومن يحبّهُ ; وأشهد أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يحبّه " : وقال الطبراني : لم يروه عن السدي إلاّ عيسى . قلت : ومن طريقه أخرج أبو يعلى في مسنده 12 : 444 / 445 ، والطبراني أيضاً في المعجم الكبير 23 : 323 / 738 من طرق أُخرى عن عيسى به . قلت : وهذا إسناد جيّد رجاله كلّهم ثقات . . " انتهى كلام الألباني .

32