نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 312
صاحبها الشرعي ، نتصوّر لو أن أبا بكر وعمر جمعَا السنن النبويّة ، وحفظاها في كتاب خاصّ بها ، لوفّرا على أنفسهما وعلى الأُمة الخير العميم ، ولما دخلت في السنّة النبويّة ما ليس منها ، ولكان الإسلام بكتابه وسنّته واحداً ، ملّة واحدة ، وأُمّة واحدة ، وعقيدة واحدة ، ولكان لنا اليوم كلامٌ غير هذا . أمّا وأنّ السّنن قد جُمعتْ وأُحرقتْ ، ومنعت من التدوين ومن النّقل حتى شفوياً ، فهذه هي الطّامة الكبرى ، وهذه هي البائقة العُظمى ، فلا حول ولا قوى إلاّ بالله العلي العظيم . وإليك بعض النّصوص الصريحة التي اجتهد فيها عمر بن الخطّاب في مقابل القرآن : ( أ ) يقول القرآن : * ( وَإنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أوْ عَلَى سَفَر أوْ جَاءَ أحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَائِطِ أوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) * ( 1 ) . والمعروف في السنّة النبويّة بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علّم الصّحابة كيفية التيمّم ، وبحضور عمر نفسه . أخرج البخاري في صحيحه في كتاب التيمّم ، في باب الصّعيد الطيّب وضوء المسلم يكفيه عن الماء . قال : عن عمران ، قال : كنّا في سفر مع النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإنّا أسرينا حتّى إذا كنّا في آخر الليل وقعنا وقعةً ولا وقْعَةَ أَحْلَى عند المسافر منها ، فما أيقظنا إلاّ حرّ الشمس ، وكان أوّل من استيقظ فلانٌ ثمّ فلانٌ يسمّيهم أبو رجاء فنسي عوفٌ ثمّ عمر بن الخطّاب الرّابع . وكان النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا نامَ لم يُوقَظْ حتى يكون هو يستيقظ لأنّا لا ندري
1 - المائدة : 6 .
312
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 312