نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 297
بإحسان ، والذي جعله هو طلقةٌ واحدة ( 1 ) ، وعارض برأيه واجتهاده أحكام الله ، وضرب بها عرض الحائط . والحقيقة التي لا مجال لدفعها ، هي أنّ الخلفاء منعوا من انتشار الأحاديث ، وهدّدوا من يتحدّث بها ، وضربوا عليها الحصار ; لأنّها تفضح مخطّطاتهم ، وتكشف مؤامراتهم ، ولا يجدون مجالا لتأويلها كما يتأولون القرآن ; لأنّ كتاب الله صامتٌ وحمّالٌ أوجه ، أمّا السُّنن النبويّة فهي أقوال وأفعال النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلا يمكن لأحد من النّاس دفعها . ولذلك قال أمير المؤمنين علي لابن عباس عندما بعثه للاحتجاج على الخوارج : " لا تُخاصمهم بالقرآن ، فإنّ القرآن حمّال ذو وجوه ، تقول ويقُولون ، ولكن حاججهم بالسنّة ، فإنهم لن يجدوا عنها محيصاً " ( 2 ) . أبو بكر يسلّم الخلافة لصاحبه عمر ويخالف بذلك النصوص الصّريحة يقول الإمام علي ( عليه السلام ) في هذا الموضوع بالذّات : " أما والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة ، وإنّه ليعلمُ أنّ محلي منها محلّ القطب من الرّحى ، ينحدر عني السّيلُ ولا يرقى إلىَّ الطير ، فسدلتُ دونها ثوباً ، وطويتُ عنها كشحاً ، وطفقتُ أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربّه ، فرأيتُ أنّ الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين
1 - صحيح مسلم 4 : 183 في كتاب الطلاق ، باب طلاق الثلاث من جزءه الأول . 2 - نهج البلاغة 3 : 136 ، الخطبة 77 .
297
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 297