نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 288
فها هي عائشة ابنته تشهد عليه ، قالت : جمع أبي الحديث عن رسول الله ، فكانتْ خمسمائة حديث ، فبات يتقلّب ، فقلت : يتقلّب لشكوى أو لشيء بلغه ، فلما أصبح قال : أي بنيّة هلمّي الأحاديث التي عندك فجئته بها ، فأحرقها . . . الحديث ( 1 ) . عمر بن الخطاب يتشدّد أكثر من صاحبه في الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويمنع النّاس من نقله لقد رأينا سياسة أبي بكر في منع الحديث ، حتّى وصل به الأمر أن أحرق المجموعة التي جُمعت على عهده ، وهي خمسمائة حديث ، لئلا تتفشّى عند الصّحابة وغيرهم من المسلمين الذين كانوا يتعطشون لمعرفة سنّة نبيّهم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ولما ولي عمر الخلافة بأمر من أبي بكر ، كان عليه أن يتوخّى نفس السّياسة ولكن بأُسلوبه المعروف بالشدّة والغلظة ، فلم يقتصر على حظر ومنع تدوين الحديث ونقله فحسب ، بل تهدّد وتوعّد وضرب أيضاً ، واستعمل فرض الحصار هو الآخر . روى ابن ماجة في سننه من الجزء الأول ، باب التوقّي في الحديث . قال : عن قرظة بن كعب ، بعثنا عمر بن الخطاب إلى الكوفة ، وشيّعنا فمشى معنا إلى موضع صرار ، فقال : أتدرون لم مشيتُ معكم ؟ قال : قلنا لحقّ صُحبة رسول الله ، ولحقِّ الأنصار ، قال : لكنّي مشيتُ معكم لحديث أردتُ أن
1 - كنز العمال 10 : 285 ح 29460 ، تذكرة الحفاظ 1 : 5 .
288
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 288