نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 255
وإذا كان الأمر كذلك ، فكيف يعتذر المعتذرون عن موقف أبي بكر وعمر بحضرة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ! ولو اقتصرت الرواية على الموقف الذي مثله الصحابيّان فحسب لما وسعنا النقد ولا الاعتراض ، ولكنّ الله الذي لا يستحي من الحقّ سجّلها وأنزل فيها قرآناً يُتلى ، فيه التنديد والتهديد لأبي بكر وعمر بأن يحبط الله أعمالهما إنّ عادا لمثلها ! ! حتى إن راوي هذه الحادثة بدأ كلامه بقوله : " كاد الخيّران أن يهلكا أبو بكر وعمر " ! ! ويحاول راوي الحادثة بعد ذلك - وهو عبد الله بن الزبير - أن يُقنعنا بأنّ عمر بعد نزول هذه الآية في شأنه إذا حدّث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يسمعه صوته حتى يستفهمه ، ورغم أنّه لم يذكر ذلك عن جدّه أبي بكر ، فالتاريخ والأحداث التي ذكرها المحدّثون تُثبتُ عكس ذلك ، ويكفي أن تذكر رزيّة يوم الخميس قبل وفاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بثلاثة أيام ، حتّى نجد بأنّ عمر نفسه قال قولته المشؤومة : " إنّ رسول الله يهجر وحسبنا كتاب الله " ، فاختلف القوم ، فمنهم من يقول : قرّبوا إلى الرسول يكتب لكم ، ومنهم من يقول مثل قول عمر ، فلمّا أكثروا اللّغط والاختلاف ( 1 ) قال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " قوموا عنّي لا ينبغي عندي التنازع " ( 2 ) . فالمفهوم من كثرة اللغو واللغط والاختلاف والتنازع أنّهم تجاوزوا كلّ الحدود التي رسمها الله لهم في سورة الحجرات كما مرّ . ولا يمكن اقناعنا بأنّ اختلافهم وتنازعهم ولغطهم كان هَمْساً في الآذان ، بل يُفهم من كلّ ذلك
1 - صحيح البخاري 5 : 138 كتاب المغازي ، باب مرض النبي ووفاته . 2 - صحيح البخاري 1 : 37 كتاب العلم ، باب كتابة العلم .
255
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 255