نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 242
" يا أبا ذر ، إنّك غضبت لله فارج من غضبتَ لهُ ، إنّ القومَ خافوك على دنياهم وخفتَهُم على دينك ، فاترك في أيديهم مَا خَافوك عليه ، واهرب منهم بما خِفتَهُم عليه ، فَما أحوجهم إلى ما منعتهم ، وما أغناك عمّا منعوك ، وستعلم من الرابحُ غداً والأكثر حُسَّداً ، ولو أنّ السّماوات والأرضين كانت على عبد رتْقّاً ثم اتّقى الله لجعل الله له منهما مخرجاً ، ولا يُؤْنِسَنَّك إلاّ الحقُّ ، ولا يُوحشَنَّكَ إلاّ الباطِلُ ، فلو قبِلتَ دنياهم لأَحبُّوك ، ولو قرضت منها لأَمنوك " ( 1 ) . وقال ( عليه السلام ) في المغيرة بن الأخنس ، وهو - أيضاً - من أكابر الصّحابة : " يا بن اللّعين الأبتر ، والشجرة التي لا أصل لها ولا فرع ، والله ما أعزّ الله من أنتَ ناصِرُهُ ، ولا قامَ منْ أنتَ مُنْهِضُهُ ، اخرج عنّا أبعد الله نواكَ ، ثمَّ أبلغْ جهدَكَ فلا أبقَى الله عليك إنْ أبقيت " ( 2 ) . وقال ( عليه السلام ) في طلحة والزّبير الصّحابيين الشهيرين اللذين حارباه بعدما بايعاه ونكثا بيعته : " والله ما أنكروا عليّ مُنكراً ، ولا جعلوا بيني وبينهم نصَفاً ، وإنّهم ليطلبون حقّاً هُمْ تركوه ، ودَماً هُمْ سفكُوهُ . . . " ( 3 ) . " وإنّها للفئة الباغية فيها الحِمَا والحُمَّةُ ، والشبْهةُ المُغْدِقَةُ ، وإنّ الأمر لواضحٌ ، وقد زاح الباطلُ عن نصابه ، واقطع لسانُه عن شغبهِ . . .