نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 239
وقال - أيضاً - : " لا يجتمع في قلب مؤمن حبّ الله وحبّ عدوّه " . والأحاديث في هذا المجال كثيرة جدّاً ، ويكفي العقل وحده دليلا بأنّ الله سبحانه حبّبَ للمؤمنين الإيمان وزيّنه في قلوبهم ، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان ، فقد يكره الإنسان ابنَهُ أو أباه أو أخاه لمعاندة الحقّ والتمادي في طريق الشيطان ، وقد يحبّ ويوالي أجنبي لا تربطه به إلاّ إخوّة الإسلام . ولكلّ هذا يجبُ أن يكون حُبّنا وودّنا وموالاتنا لمن أمر الله بمودّتهم ، كما يجبُ أن يكون بغضنا وكرهنا وبراءتنا لمن أمر الله سبحانه بالبراءة منهم . ومن أجل ذلك كانت موالاتنا لعلي والأئمّة من بنيه من غير أن تكون لنا علاقة مسبقة بمودّتهم ، وذلك لأنّ القرآن والسنّة والتّاريخ والعقل لم يتركوا لنا فيهم أي ريب . ومن أجل ذلك كانت - أيضاً - براءتنا من الصّحابة الذين اغتصبوا حقّه في الخلافة ، من غير أن تكون لنا علاقة مسبقة ببغضهم ; وذلك لأنّ القرآن والسنّة والتاريخ والعقل تركوا لنا فيهم ريباً كبيراً . وبما أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمرنا بقوله : " دعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك " فلا ينبغي لمسلم أنْ يتّبع أيّ أمر مريب ، ويترك الكتاب الذي لا ريب فيه . كما يجبُ على كلّ مسلم أن يتحرّر من قيوده وتقاليده ، ويحكّم عقله بدون أفكار مسبقة ولا أحقاد دفينة ; لأنّ النّفس والشيطان عدوّان خطيران يُزيّنان للإنسان سوء عمله فيراه حسناً ، ولنعم ما قاله الإمام البوصيري في البردة :
239
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 239