نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 165
" والآخرة " ، في : ( أنها لزوجة نبيّكم في الدنيا والآخرة ) ليموّهوا على العامّة بأنّ الله غفر لها كلّ ذنب اقترفتْهُ ، أدخلها جنّته ، وزوجها حبيبه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإلاّ من أين عَلِمَ عمَّار بأنّها زوجته في الآخرة ؟ وهذه هي آخر الحيل التي تفطّن لها الوضّاعون من الروّاة في عهد بني أُميّة ، عندما يجدون حديثاً جرى على ألسنة النّاس فلا يمكنهم بعدُ نكرانه ولا تكذيبه ، فيعمدون إلى إضافة فقرة إليه أو كلمة أو تغيير بعض ألفاظه ; ليخفّفوا من حدّته أو يُفْقدوه المعنى المخصوص له ، كما فعلوا ذلك بحديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها " الذي أضافوا إليه : وأبو بكر أساسها ، وعمر حيطانها ، وعثمان سقفها ! ! وقد لا يخفى ذلك على الباحثين المنصفين ، فيبطلون تلك الزيادات التي تدلّ في أغلب الأحيان على سخافة عقول الوضّاعين ، وبُعدهم عن حكمة ونور الأحاديث النبويّة ، فيلاحظون أنّ القول بأنّ أبا بكر أساسها ، معناه أنّ علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كلّه من علم أبي بكر ، وهذا كفْرٌ . كما أنّ القول بأنّ عمر حيطانها ، فمعناه بأنّ عمر يمنع الناس من الدخول للمدينة ، أعني يمنعهم من الوصول للعلم ، والقول بأن عثمان سقفها ، فباطل بالضرورة ; لأنه ليس هناك مدينة مسقوفة وهو مستحيل . كما يلاحظون هنا بأنّ عمّاراً يقسم بالله على أنّ عائشة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الدنيا والآخرة ، وهو رجم بالغيب ، فمن أين لعمّار أن يقسم على شيء يجهله ؟ هل عنده آية من كتاب الله ، أم هو عهد عهده إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟
165
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 165