responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 126


النبي إلى رسول الله بطعام قد صنعته له ، وهو عندي ، فلما رأيتُ الجارية أخذتني رعدة حتّى أستقلّني أفكل ، فضربتُ القصعة ورميتُ بها ، قالت : فنظر إلىّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فعرفت الغضب في وجهه ، فقلتُ : أعوذ برسول الله أن يلْعنني اليومَ ، قالت ، قال : " أَوِّلي " ، قلت : وما كفّارته يا رسول الله ؟ قال : " طعام كطعامها ، وإناء كإنائها " ( 1 ) .
ومرّة أُخرى تروي عن نفسها ، قالت : قلتُ للنبي : حسبُك من صفيّة كذا وكذا ، فقال لي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لقد قُلتِ كلمة لو مُزجتْ بماء البَحْرِ لمزجته " ( 2 ) .
سبحان الله ! أين أُمّ المؤمنين من الأخلاق ، وأبسط الحقوق التي فرضَها الإسلام في تحريم الغيبة والنّميمة ؟ ! ولا شكّ بأنّ قولها : " حسبك من صفية كذا وكذا " ، وقول الرسول بأنّها كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجتْهُ ; بأنّ ما قالته عائشة في ضرّتها أُمّ المؤمنين صفية أمرٌ عظيم ، وخطبٌ جسيم .
وأعتقد بأنّ رواة الحديث استفضعوها واستعظموها ، فأبدلوها بعبارة ( كذا وكذا ) كما هي عادتهم في مثل هذه القضايا ( 3 ) .


1 - مسند الإمام أحمد بن حنبل 6 : 277 ، فتح الباري 5 : 90 وقال : إسناده حسن ، فيض القدير 4 : 352 ، مجمع الزوائد للهيثمي 4 : 331 وصرّح بوثاقة رجاله . 2 - سنن أبي داود 2 : 450 ح 4875 ، تفسير ابن كثير 4 : 229 ، أحكام القرآن للجصاص 3 : 541 ، تحفة الأحوزي في شرح سنن الترمذي 7 : 176 ونقل المنذري تصحيح الترمذي للحديث وأقرّه . قال النووي في الأذكار النووية : 337 بعد إيراد الحديث : " وهذا الحديث من أعظم الزواجر عن الغيبة أو أعظمها ، وما أعلم شيئاً من الأحاديث بلغ في ذمّها هذا المبلغ " . 3 - ولا تستغرب من فعل المحدّثين هذا ، ولا تظنه تقولا من المؤلف ; إذ إن لهم في هذه المسألة باعاً طويلا ، وقدماً راسخة يقرون ويعترفون بذلك ، فقد أخرج أبو داود في سننه 2 : 401 ح 4636 عن عبد الله بن ظالم المازني قال : " ذكر سفيان رجلا فيما بينه وبين عبد الله بن ظالم المازني ، قال : سمعت سعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل قال : لما قدم فلان إلى الكوفة أقام فلان خطيباً . . " . فعلق العظيم آبادي في عون المعبود 12 : 313 قال : " قال في الفتح الودود : ولقد أحسن أبو داود في الكناية عن اسم معاوية ومغيرة بفلان ستراً عليهما في مثل هذا المحل . . . " . قال بعض العلماء : كان في الخطبة تعريضاً بسب علي . . " ، وكذلك فعل ابن جرير الطبري في تفسيره جامع البيان 19 : 149 في قضية نزول قوله تعالى ( وَأنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ ) ودعاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لاقربائه على أن يؤازره في هذا الأمر ويكون وصيه وخليفته كما ورد في ذلك في تاريخه 2 : 63 ، إلاّ أن الطبري في تفسيره المشار إليه أبدل قوله : ( هذا أخي ووصيي وخليفتي ) بقوله : ( هذا أخي وكذا وكذا ) ، مع أنّه رواها في التفسير والتاريخ بنفس السند ! ! وهناك شواهد كثيرة موجودة في كلمات المحدّثين ، تتكتّم على فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، أو تتستر على فضائح القوم الذين يحبونهم ، فلا ينقلونها بأمانة وإنما يقوموم ببترها وقطعها . وهذا كثير في كتب المحدثين الأمناء ! !

126

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست