الحجر ، ثم سلطته على أهل الإسلام ، يقتلهم ويقطع أيديهم وأرجهلم من خلاف ، ويصلبهم في جذوع النخل . سبحان الله ! يا معاوية ، لكأنك لست من هذه الأمة ، وليسوا منك ، أولست قاتل الحضرمي الذي كتب إليه فيه زياد أنه على دين علي كرم الله وجهه ؟ ودين علي هو دين ابن عمه ، ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه ، ولولا ذلك كان أفضل شرفك وشرف آبائك تجشم الرحلتين : رحلة الشتاء والصيف ، فوضعها الله عنكم بنا ، منة عليكم . وقلت في ما قلت : لا ترد هذه الأمة في فتنة ، وإني لا أعلم لها فتنة أعظم من إمارتك عليها ، وقلت في ما قلت : انظر لنفسك ولدينك ولأمة محمد ، وإني والله ما أعرف أفضل من جهادك ، فإن أفعل فإنه قربة إلى ربي ، وإن لم أفعله فأستغفر الله لديني ، وأسأله التوفيق لما يحب ويرضى . وقلت في ما قلت : متى تكدني أكدك ، فكدني يا معاوية في ما بدا لك ، فلعمري لقديما يكاد الصالحون ، وإني لأرجو أن لا تضر إلا نفسك ، ولا تمحق إلا عملك ، فكدني ما بدا لك ، واتق الله يا معاوية . واعلم أن لله كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها . واعلم أن الله ليس بناس لك قتلك بالظنة وأخذك بالتهمة ، وإمارتك صبيا يشرب الشراب ، ويلعب بالكلاب ، ما أراك إلا وقد أوبقت نفسك ، وأهلكت دينك ، وأضعت الرعية والسلام " [1] . كانت هذه الرسالة إعلانا مؤجلا للحرب وليست محاولة