responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : على خطى الحسين ( ع ) نویسنده : الدكتور أحمد راسم النفيس    جلد : 1  صفحه : 55


الأمير بعده سعيد ، ولكن كان أمره هينا ، حيث خرج من حلبة المنافسة راضيا بولاية خراسان [1] .
من الواضح أن الصراع السياسي كان دائرا على أشده حول قضية خلافة معاوية ، وقد هددت هذه القضية الصف الأموي بالتفكك والانهيار ، وأن الخلافة اليزيدية لم تكن أمرا مستقرا حتى في داخل البيت الأموي نفسه ، حتى أن معاوية اضطر لتأجيل إعلان هذا الأمر إلى ما بعد هلاك زياد ، وأن مروان بن الحكم ، والي معاوية على المدينة ، عارض هذا الأمر بشدة ما اضطر معاوية إلى إعفائه من منصبه ، ويمكننا أن نرجع هذه المعارضة الداخلية لعدة أسباب منها :
أ - إن انتقال السلطة إلى يزيد ، من طريق ولاية العهد ، كان اقتباسا من النظام السياسي البيزنطي الذي لم يعرفه العرب في سابق تاريخهم ، ولعل قرب موقع معاوية من دولة الروم كان مصدر معرفته بهذا النظام الملكي الإمبراطوري الذي صار هو النظام السياسي في الأمة الإسلامية في ما بعد .
ب - إن هذا الأسلوب كان إهدارا لنظام الشورى الذي توهم المسلمون أنه القانون الأساسي للمسلمين . والواقع أن الشورى لم تكن قد مورست بصورة جيدة في الحقب السابقة مما يسمح باستقرار معالمها وأساليب ممارستها . فأن يأتي معاوية لينقل المداراة إلى ديكتاتورية صريحة كان هذا أمرا ثقيلا على كثيرين ، وخاصة على



[1] الكامل في التاريخ لابن الأثير 3 / 214 - 216 .

55

نام کتاب : على خطى الحسين ( ع ) نویسنده : الدكتور أحمد راسم النفيس    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست