نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 84
ثم حمى الوحي وتتابع . . وكان الرسول يعالج من التنزيل شدة . . كان الوحي يلقاه في كل ليلة في رمضان . . هذه قصة الوحي كما وردت في البخاري وهي تعكس لنا صورة تحمل الكثير من الملاحظات حول الوحي وحول شخصية الرسول وحول دور ورقة . . الملاحظة الأولى : هذا الوحي الذي يأتي تارة كصلصلة الجرس ويكون شديدا على الرسول . وتارة يأني صورة رجل فيعي الرسول كلامه . . في الصورة الأولى لا يعي الرسول منه شيئا إلا بعد معاناة . . وفي الثانية يعي منه كل شئ . . في الأولى يكون عنيفا . . وفي الثانية يكون لينا . . والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا يأتي الوحي بهذه الصورة المتناقضة إن الإجابة على هذا السؤال تقودنا للخوض في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج . . تقودنا للخوض في مسألة الروايات ومدى تأثيرها في العقيدة وكيف أن العقيدة أصبحت تصاغ وتتشكل حسب الروايات وليس حسب نصوص القرآن القطعية . . تقودنا للخوض في قضية الإسرائيليات ومدى الاختراق اليهودي لعقائد المسلمين . وهي قصية شائكة وليست محور بحثنا هذا . فقط ما أردنا بيانه هو أن هذه الملاحظات ليست إلا دعوة لإعمال العقل في هذه النصوص . الملاحظة الثانية : هذه الرؤى المنامية التي كانت أول صورة من صور الوحي يراها الرسول كيف تتواءم مع خروجه إلى الخلاء وخلوته في غار حراء . . ؟ إذا كان ما يراه في المنام وحيا . فمعنى هذا أن خروجه وخلوته صورة من صور العبث . وهي توحي بأنه لم يكن يثق فيما يرى ويضطر إلى الخروج والخلوة بحثا عن الحقيقة . فهل كان الرسول عابثا . وهل كان شاكا . . ؟
84
نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 84