نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 49
وخط ابن تيمية القديم أو الخط الوهابي الحديث إنما ينبع تعصبه من كونه يعتقد أنه يمثل عقيدة السلف ويتحدث بلسانهم . وليس هذا الأمر في حقيقته إلا مجرد ادعاء لا يمثل الحقيقة في شئ على ما سوف نبين عند استعراض موقف ابن تيمية والوهابيين من قضية التوحيد . . إن طبيعة التساؤلات التي كانت توجه إلي بمجرد التعرف على هويتي الفكرية إنما تكشف مدى تعمق منطق المحاكمة لدى الطرف السني . . فأول سؤال كان يوجه إلي هو : لماذا تسبون الصحابة . . ؟ وما هو موقفكم من أبي بكر وعمر . . ؟ ولماذا تبيحون زواج المتعة . . ؟ وهل لديكم قرآن سري . . ؟ ولماذا تفضلون الأئمة على الأنبياء . . ؟ فإذا كان جواب هذه التساؤلات بالنفي مع الإقرار بعدم وجود قرآن سري وعدم تفضيل الأئمة على الأنبياء والاعتراف بخلافة أبي بكر وعمر حكم بصحة عقيدتنا . وإذا كان الجواب بغير ذلك حكم بفسادها . . أي أن مقياس صحة الاعتقاد أو فساده عند أهل السنة إنما يقوم على أساس الموقف من الرجال خاصة أبي بكر وعمر . فهؤلاء الرجال العدول المقدسون عندهم المساس بهم يعتبر مساسا بالدين . . [1] . ومن الواضح أن مثل هذه القضايا التي تطرحها هذه التساؤلات المتعلقة بالرجال لا تتعلق بصلب العقيدة ولا ينبني على أساسها كفر وإيمان ، لكنها عند أهل السنة بلغت هذا الحد وأصبحت من صلب العقيدة . . [2] . ومنطق أهل السنة في حوارهم مع الآخرين إنما يذكرنا بأسلوب محاكم التفتيش ولعل هذا المنطق أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى فشل الحركة
[1] أنظر باب الرجال من هذا الكتاب . . [2] أنظر باب الإمامة من هذا الكتاب . .
49
نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 49