نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 168
والمتمثل في مذهب أهل السنة . فإن إلقاء الضوء على هذا الجانب سوف يظهر لنا ما يلي : أولا : إن أئمة آل البيت عليهم السلام تصدوا لمحاولات الانحراف بالإسلام وصدعوا بالحق في مواجهة الصحابة والتابعين والحكام . ثانيا : إن أئمة آل البيت تصدوا لعملية اختراع الأحاديث ونسبتها للرسول والتزموا في مواجهة هذا الأمر بضرورة عرض الحديث على القرآن والعقل ، فما وافق القرآن والعقل كان سليما وما خالفهما كان موضوعا . ثالثا : إن آل البيت قادوا الثورات ضد الحكام وتصدوا لفسادهم وانحرافاتهم . رابعا : إن أئمة آل البيت بداية من الإمام علي وحتى الإمام الحادي عشر ماتوا قتلا بأيدي الحكام . إن أئمة آل البيت قد امتحنوا وابتلوا بلاء عظيما وتعرضوا لضغوط شديدة من قبل الحكام كي يسايروا الوضع القائم لكنهم صبروا وثبتوا ورفضوا التعايش مع الواقع المنحرف وإضفاء الشرعية على الحكام . ولا شك أنه بعد استعراض موقف الجانبين : إلا أنه في النهاية معصوم بدرجة ما ليست كاملة . إذ أنه لا بد أن تبدر منه بعض الهفوات ولا بد أن يرتكب بعض المعاصي . أما الإمام فقدرته على عصمة نفسه أكبر من ذلك بحكم كونه تربية بيت النبوة . هذا على المستوى الذاتي الذي أهله إلى العصمة التكوينية كعصمة الرسل غير أنها أقل منها درجة . وبما أن الرسول معصوم ومما ينطق عن الهوى ، فعندما يختار وصية فإن هذا الاختيار يكون بوحي من قبل الله سبحانه يقتضي أن تكون عصمة المختار عصمة تكوينية أيضا . وعلى المستوى الفردي العادي يمكن للمرء أن يقوم بتربية ولده تربية دقيقة يبذل فيها قصارى جهده في تقويمه وإصلاحه وعزله عن المؤثرات وعوامل
168
نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 168