نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 140
إن الذين لم يفرقوا بين علي ومعاوية في الماضي لن يفرقوا بين آل سعود والإسلام في الحاضر . . ولن يفرقوا بين الجهاد في فلسطين والجهاد في أفغانستان . إنني لا أجد بين التيارات الإسلامية المعاصرة وبين الرموز البارزة في ساحتها من يجرؤ على الخوض في آل سعود أو سحب الاعتراف بهم كنظام إسلامي . ذلك لأن بركات النفط قد حلت على الجميع وعلى رأسها التيارات الإسلامية ، والفضل يرجع في ذلك كله إلى الإخوان المسلمين الذين لاذوا بهذا النظام واحتموا به ، ووجدت التيارات الإسلامية ورموزها البارزة ما يبرر موقفها من آل سعود في عقائد السلف التي أضفت الشرعية على الأمويين والعباسيين وحتى المماليك . والسعوديون لا يختلفون عن هؤلاء في شئ ، وهم يرفعون راية السلف وينشرون دعوتهم في الآفاق ، ففي نصرة دعوة السلف نصرة لهم . فعقائد السلف تمنحهم الشرعية كما منحت بني أمية وبني العباس ، وتعتبرهم أئمة يجب على المسلم أن يسمع لهم ويطيع ويقاتل تحت رايتهم إيران والعراق وسائر البغاة المارقين ويصلي ويحج معهم . إن تلك هي النتيجة الطبيعية لكل الذين يسيرون على خط بني أمية أن يكونوا في النهاية من السائرين على خط آل سعود . . وهذه النتيجة التي أوصلت الحركة الإسلامية إلى مأزق الوعي الذي تعيشه والذي أوقعها فريسة الأخطبوط السعودي . * مأزق الخروج : يعد تيار الجهاد من أكثر التيارات الإسلامية حيرة في مواجهة الواقع . فالتيار السلفي وتيار الإخوان قد تبنيا موقف السلف وعقائدهم في مواجهة الواقع والتي تحض على الاستسلام له والتعايش معه .
140
نام کتاب : عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 140