نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 73
وقال ابن حجر : إن عائشة كانت تغار من نساء النبي وكانت تغار من خديجة أكثر . . وخلائلها جمع خليلة أي صديقة . وهي أيضا من أسباب الغيرة لما فيه من الإشعار باستمرار حبه لها حتى كان يتعاهد صواحباتها [1] . . وقول الرسول ( ص ) إني قد رزقت حبها هو تصريح كاف من الرسول يبرر هذا الموقف العدائي من عائشة تجاه خديجة . . وحين قالت عائشة للرسول إنها بديل خديجة الأفضل والخير . كان رده عليها حاسما بقوله : لا والله ما أبدلني الله خيرا منها . آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس . وواستني بما لها إذ حرمني الناس . ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء . . وهذا الرد من الرسول لم يذكره البخاري ومسلم في رواياتهما التي انتهت بقول عائشة فأبدلك الله خيرا منها . وإنما ذكر في رواية أحمد وغيره . . والبخاري ومسلم إنما قدما على سائر كتب الحديث لمثل هذا . فهما قد اختارا الروايات المبهمة والمبتورة فضلا عن الروايات التي تضفي المشروعية على الخط القبلي الذي ساد بعد وفاة الرسول . . وإذا كان مسلم قد احتضن بعض الروايات التي تخص آل البيت والإمام علي خصوم هذا الخط . فإن البخاري أغلق الباب في وجهها تماما ولعل هذا هو سبب تقديمه على مسلم وتسليط الأضواء عليه . . فقول الرسول ( ص ) عن خديجة إنها كانت وكانت . هي رواية البخاري الذي رفض قبول الروايات الأخرى التي تفصل مآثر خديجة ومكانتها العالية واختار هذه الرواية المبهمة . . قال القرطبي : كان حبه ( ص ) لها - أي لخديجة - لما تقدم ذكره من الأسباب - في رواية أحمد - وهي كثيرة كل منها كان سببا في إيجاد المحبة . ومما كافأ النبي به خديجة في الدنيا أنه لم يتزوج في حياتها غيرها [2] . .
[1] فتح الباري ح 7 / 136 . . [2] فتح الباري ح 7 / 137 . .
73
نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 73